أصدرت رابطة الكتاب السوريين بياناً حول التمدّد الايراني في سوريا، جاء فيه:
“بكثيرٍ من الاستهجان والقلق، تنظرُ رابطة الكتاب السوريين إلى تمدد النشاط الإيراني الرسمي في المشهد الثقافي السوري، وذلك برعاية وتسليم كاملين من المؤسسات الثقافية التابعة للنظام، كوزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب، وغيرهما”. أضاف البيان “لقد شكلت الثقافة السورية تاريخياً منصة وحصناً للثقافة العربية ذات الآفاق القومية والإنسانية بالتجاور مع الثقافات المحلية الأخرى، وفي ظل استمرار نظام الأسد في تدمير البلاد، وبيعها بالقطعة لحلفائه وداعميه، فقد كان من المتوقع أن يتراجع النشاط الثقافي إلى حد كبير، لكن ضمير السوريين العصي على الإبادة كان يُبقي نبض العمل الثقافي مستمراً وإن بحدوده الدنيا، غير أن السياسة الرسمية مابرحت تمضي بعكس آمال وطموحات المثقفين السوريين، الذين يرومون الحرية، وفتح الآفاق صوب ثقافة حداثوية، تساهم في تطوير البلاد وتحريرها من طحالب الديكتاتورية، وأشنيات الإرهاب الفكري الذي مورس على السوريين بكل أطيافهم طيلة نصف قرن”.
أضاف البيان: “ضمن توجه الفئة الحاكمة في دمشق، فقد تسارع خلال الأيام الماضية فتح الأبواب أمام الأدوات الإيرانية ذات البعد الطائفي المقيت، حيث شكّلت زيارة وزيرة ثقافة النظام إلى إيران قبل فترة وجيزة منعطفاً في تسليم المشهد الثقافي السوري إلى الإيرانيين، من خلال توقيع اتفاقيات مع مؤسساتهم، التي تشتهر بقمعها للمثقفين، وإغلاقها النوافذ أمام أبناء شعوبها. وقد تجلت نتائج هذا التنسيق عبر نشاطين مريبين هما “أسبوع أفلام المقاومة” و”الأسبوع الثقافي الإيراني”! بالإضافة إلى توقيع مؤسسات حكومية سورية لاتفاقيات أخرى، ليتجه التمدد الإيراني صوب قطاعي التعليم الجامعي وما قبله”.
وختمت الرابطة بيانها: “إننا نؤكد لأبناء سوريا من كافة القوميات، أن هذه السياسية التي ينتهجها النظام، وبحسب مصالحه، وتكتيكاته، للحفاظ على وجوده، تشكل خطراً كبيراً على تكوين سوريا ووحدة شعبها، من خلال اختراقها طائفياً. وفي الوقت نفسه تضع الرابطة بيانها هذا، للتنبيه إلى خطورة ما يقوم به النظام، ولتشير إلى فشل سياسة الاحتواء التي تروج لها بعض الجهات العربية، والتي تفترض أن الانفتاح على الأسد سيقلل من النفوذ الإيراني. إننا على ثقة بأن ما يحاول فعله نظام الأسد لن يلقى نجاحاً ضمن المدى المنظور ولكنه سيزرع بذوراً إضافية للشقاق بين أبناء البلد الواحد، بالإضافة إلى حجب البلاد عن محيطها العربي. ولهذا فإننا نحذر مما يجري، وندعو جميع من يهمهم شأن سوريا للتحرك ضد هذه المخططات”.
المصدر: المدن