يواصل الإيرانيون للأسبوع الثالث احتجاجاتهم إثر وفاة الشابة مهسا أميني عقب اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، في تحد لحملة قمع تقول منظمات حقوقية إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 75 شخصا. هذه الحركة الاحتجاجية التي تشهدها إيران ليست الأولى على الرغم من الاتهامات التي تلاحق النظام السياسي بشأن التضييق المستمر على الحقوق والحريات في البلاد، إذ دأب الإيرانيون منذ تسعينيات القرن الماضي أن يخرجوا في مظاهرات ومسيرات احتجاجية رفعت مطالب سياسية اقتصادية أحيانا، وحقوقية أحيانا أخرى.
منذ حوالي عقدين متتالين، تشهد إيران مظاهرات احتجاجية متكررة دفاعا عن هامش الحقوق والحريات ومطالبة بتحسين ظروف العيش، ولعل الاحتجاجات الأخيرة المتواصلة إثر وفاة الشابة مهسا أميني خلال فترة احتجازها يوم 16 أيلول/سبتمبر من قبل “شرطة الأخلاق”، آخر تلك الصيحات الشعبية.
1999: انتفاضة طلابية
في تموز/يوليو شهدت إيران حركة احتجاجية طلابية تخللتها أعمال عنف في طهران ومناطق أخرى، كانت الأوسع نطاقا منذ الثورة الإسلامية في العام 1979.
وفي الثامن من تموز/يوليو تجمع نحو مئة طالب في مهاجع جامعية في طهران احتجاجا على حظر صحيفة يومية مقربة من الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي. بدأت حملة القمع ليلا، لكن في اليوم التالي اتسع نطاق التحرك الاحتجاجي إلى تبريز شمال- غرب البلاد وسط تزايد العنف.
في الثاني عشر من نفس الشهر وقعت صدامات بين متظاهرين وقوات الأمن التي تمكنت بتدخلها العنيف من وضع حد للاضطرابات.
أوقعت أعمال العنف ثلاثة قتلى وفق حصيلة رسمية، فيما أشارت وسائل إعلام إلى مقتل خمسة أشخاص.
2009: الإيرانيون يرفضون ولاية ثانية لأحمدي نجاد
في حزيران/يونيو، أثار فوز المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية تحركات احتجاجية في طهران تم قمعها بعنف.
في 13 حزيران/يونيو، أثار فوز أحمدي نجاد بولاية ثانية غضب مناصري خصمه مير حسين موسوي الذين نددوا بعمليات تزوير ونظموا مظاهرات في طهران.
في اليوم التالي اتسع نطاق الصدامات وأعمال الشغب ومنع صحافيون أجانب من العمل وطلبت من بعضهم مغادرة البلاد.
في نهاية المطاف أخمدت السلطات الحركة الاحتجاجية بحملة قمع عنيف أسفرت عن عشرات القتلى وآلاف الموقوفين، وصدرت عشرات الأحكام القضائية المشددة بحق سياسيين ومفكرين معارضين.
2017: الاهتمام بالقضايا الإقليمية على حساب الشؤون الداخلية
في 28 كانون الأول/ديسمبر، تظاهر مئات الأشخاص في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن البلاد، وفي غيرها من المدن ضد ارتفاع الأسعار والبطالة والحكومة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسيلة إعلام إصلاحية محتجين ينتقدون الرئيس حسن روحاني وإيلاء الحكومة الاهتمام الأكبر للقضايا الإقليمية على حساب الشؤون الداخلية.
وعطلت السلطات تطبيقي تلغرام وإنستاغرام للهواتف المحمولة متهمة مجموعات “معادية للثورة” في الخارج باستخدام هاتين الشبكتين للدعوة للتظاهر.
وصولا إلى الأول من كانون الثاني/يناير 2018 شملت الاحتجاجات مدنا عدة. وقد هاجم متظاهرون مباني حكومية ومراكز دينية ومصارف وسيارات للشرطة، وأحرقوا بعضا منها.
قتل خلال الحركة الاحتجاجية 25 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المتظاهرين وتم توقيف المئات.
2019 : زيادة أسعار الوقود تشعل الشارع الإيراني
في 15 تشرين الثاني/نوفمبر نظمت احتجاجات في مدن إيرانية عدة بعيد الإعلان عن زيادة كبيرة في أسعار الوقود. وشهدت نحو مئة مدينة تحركات احتجاجية بينها طهران ومشهد وأصفهان.
بحسب منظمة العفو الدولية، قتل أكثر من 300 شخص خلال ثلاثة أيام في حملة القمع، ما تنفيه طهران. وبحسب المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تم توقيف سبعة آلاف شخص على الأقل.
مظاهرات بسبب جفاف سنة 2021
في 15 تموز/يوليو شهدت مدن عدة في خوزستان جنوب-غرب إيران تظاهرات احتجاجا على انقطاع المياه سببه جفاف يضرب المحافظة منذ نهاية آذار/مارس.
وقتل ثلاثة أشخاص في المنطقة، فيما قتل شخص رابع في “أعمال شغب” في محافظة لرستان المجاورة، وفق وسائل إعلام رسمية.
في 19 تشرين الثاني/نوفمبر تجمع آلاف الأشخاص في أصفهان احتجاجا على توقف جريان نهر رئيسي في المدينة التاريخية، يعزى جزئيا إلى الجفاف الذي يضرب مناطق عدة في الجمهورية الإسلامية منذ أشهر.
في 26 منه سجلت صدامات بين الشرطة ومتظاهرين أحرقوا ممتلكات عامة خلال تحرك احتجاجي في أصفهان، وفق وكالتي “فارس” و”إسنا”. وفي اليوم التالي أعلنت الشرطة توقيف نحو 70 شخصا.
المصدر:فرانس24/ أ ف ب