ربما كان لفشل الاجتماع الثلاثي في طهران الذي ضم كلا من رئيسي واردوغان وبوتين في 19/7/2022 الدور المحفز لتطلع متلهف إلى القمة المعلن عنها لاحقاً والتي عقدت في 5/8/2022 تلك التي ضمت الرئيسين اردوغان وبوتين خاصة أننا بتنا وعلى مدى أكثر من ثلاثة أشهر ونحن نترقب العملية العسكرية التركية في الشمال الشرقي من سوريا وما أذيع معها عن إمكانية إعادة لاجئين سوريين إلى بيوتهم وديارهم واحتمال إيجاد منطقة آمنة لهم وكذلك لتأمين الحدود التركية السورية مما تشكله قوات سورية الديمقراطية الانفصالية من خطر على الأمن القومي التركي، لكن مع الأسف الشديد لم يلبث أن تملكنا وفرض نفسه على وعينا اللاهث خلف الأحداث التي اعتدنا أن يصنعها الكبار الدوليون لنا ويترجمونها علينا وعلى أرضنا الحبيبة تدميراً وقتلاً وتهجيراً وتجويعاً وتشريداً.
فلا نرى مما خامرنا وهما شيئاً مما توقعناه ولم يرشح عن هذه اللقاءات ما يمكن التوقف عنده فنعتبره انجازاً يمكن أن يفيد قضيتنا في شيء مما تم ذكره إلا إذا كان هناك ما هو مفاجئ لنا كما عودنا هؤلاء الكبار وهو ما خبرناه سابقاً من لقاءات اسيتانا وسوتشي حيث كانت مخرجات تلك اللقاءات تشي بما سمي خداعاً قرارات خفض التصعيد وضرورة الالتزام بالحل السياسي والقرارات الدولية والحفاظ على وحدة الدولة والوطن السوري واذ بنا أمام هجمات ميدانية تنتج مزيداً من القتل والترحيل والتهجير لأهلنا ولابد أيضاً من التعبير عن المزيد من الأسف الذي يجعلنا نعايش ونتابع بكل ألم وانكسار كيف أن هؤلاء الكبار لازالوا يتمتعون بنشوة القوة التي يستحوذونها ويباركهم عليها المايسترو العالمي الأمريكي فيأتمرون ويتفكرون في الأليات والطرائق التي يثبّتون فيها مصالحهم ويتبادلونها في أكثر من موقع من مناطق النزاع المثارة في هذا العالم كما هو الحال في وطننا الذي مارسوا فيه نهجهم الاستعماري الناعم واشتغلوا عليه طوال أحد عشر عاماً فإذا به يغدوا جسداً نازفاً مسجى.
أما ثالثة الأسافي فهي هذا الصمت العاجز والمعيب الذي يطبق على نخبنا السياسية (الثورية) حيث تراها موزعة بين لا مبال أو منتظر أو تابع ومصفق أو منفذ لأجندة خارجية أمام جسد ذبيح يئن من وطأة سكاكين هؤلاء الكبار اللاأخلاقية واللاإنسانية. فهل يثبت التاريخ كما روى في صحفه أننا أمة يمكن أن تجترح المعجزات وتقلب رأس المجن. ربما.