عندما تدفقت أفواج البريطانيين الى استراليا، ووضع الانكليز ارجلهم في هذه الارض بدأوا بتعميرها وتحويلها الى مكان صالح للعيش المتحضر ، وحتى هذا الوقت لايوجد ارنب واحد في استراليا.
قام الانكليز بجلب الارانب معهم لاجل تربيتها والاستفادة من لحومها، وكان ذلك في عام 1788 تحديدا.
تكاثرت هذه الارانب في المزارع ، ولكن في عام 1859 قام احد المستوطنين واسمه توماس اوستن ، بتربية مجموعات منها وكان يحب الصيد ويشعر بالملل دائماً، ويحاول ممارسة هذه الهواية .
بدأ باطلاق سراح 24 ارنب في البرية لتتكاثر وبهذا يستطيع ان يمارس هوايته التي جرّت كوارث.
تبلغ مساحة هذه القارة 7,6 مليون كلم مربع ، وعند اطلاق هذه المجموعة بدأت بالتكاثر الرهيب لان كل انثى منها تلد حوالي 7 ارانب وهي تستطيع اعادة هذا الحمل 8 مرات في السنة اي ان كل انثى تنجب 56 ارنب، وهذه الصغار تبدأ بالتكاثر بعد مدة قصيرة حوالي 6 اشهر تستطيع الانجاب.
وبدأ تسونامي الارانب بالتكاثر وفي فترة 10 سنوات اصبح عددها 2 مليون و16 الف ارنب مقابل شخص استرالي واحد، ولايوجد اي حيوان الا القليل يسيطر على هذا التكاثر ويوازنه، فالاعداء في الطبيعة قليلة ليست مثل بيئتها.
اصبحت الارانب مصدر خطر عظيم فقامت باكل المحاصيل مثل الجراد لدرجة ان السلطات الاسترالية وضعت جائزة مالية قيمتها 25 الف جنيه استرليني لمن يقدم خطة ابادة لهذا الغازي الجديد.
تم بناء اطول سياج كهربائي في العالم لهذا الكائن المزعج في عام 1901 ويمتد الى جميع انحاء الدولة وتم الانتهاء منه عام 2007 والان يعتبر اطول سياج متصل في العالم حسب موسوعة غينيس.
والسياج لاجل منع الارانب والكناغر من تدمير المحاصيل والاعشاب التي تغذي الماشية، فكانت الارانب تاكل الاخضر واليابس.
في عام 1920 كان عدد الارانب 10 مليار ارنب، وحتى السياج الكهربائي تسللت منه مما دفعهم لبناء سياج اخر طوله 1166 كم وسياج ثالث بطول 257كلم ومجموع طولها حوالي 7000 كم.
استمرت الارانب بالتكاثر حتى بدأت السلطات بنشر فايروسات وامراض لابادتها وفعلاً عام 1950 انخفض العدد الى 100 مليون ارنب، ولايوجد حيوانات مفترسة كثيرة تتغذى عليها لايقاف زحفها ، وكانت سنويا تخسر ملايين الدولارات بسبب هذا الحيوان المسالم كما نراه ، والسبب هو نقل كائن من بيئته الى اخرى مما سيحدث خلل في التوازن يدمر اقتصاد دول .
المصدر: صفحة محمد ماهر حماد