نشرت روسيا الجمعة، منظومة دفاع جوي من طراز “بانتسير-اس 1″، في مطار القامشلي بريف الحسكة، بحسب مراسل تلفزيون النظام السوري في الحسكة.
وأوضح المراسل أن نشر منظومة الدفاع الجوي القصيرة والمتوسطة المدى في مطار القامشلي، يأتي بعد نشر قاذفات روسية تكتيكية ومروحيات هجومية في المطار في ظل تهديدات تركية بعملية عسكرية في الأراضي السورية.
وتأتي التحركات الروسية هذه قبيل زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى تركيا في 8 حزيران/يونيو، وعلى وقع ارتفاع منسوب التهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، بهدف استكمال إنشاء المناطق الآمنة بعمق 30 كيلومتراً.
ويبدو أن روسيا بدأت باتخاذ موقف متشدد من العملية العسكرية التركية، بعد أن كانت مواقفها “باهتة وغير واضحة”، وهو ما عكسه “قلق” الخارجية الروسية من أن تؤدي التحركات التركية إلى عدم الاستقرار، والطلب من أنقرة وقف أي تحركات قد تؤدي إلى تدهور خطير في الوضع المعقد بعض الشيء في سوريا.
ويؤشر كلام المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عندما قالت: “في حين أن روسيا تتفهم رغبة تركيا في ضمان أمنها على طول الحدود السورية، إلا أن أفضل طريقة لتحقيق الأمن هي السماح للقوات السورية الحكومية بالتمركز على طول الحدود”، إلى رفض روسي ضمني للعملية العسكرية التركية.
ويُفهم من الموقف الروسي، أنها تفضل نشر قوات النظام السوري في المناطق المهددة بالاجتياح التركي، بعد سحب قوات قسد منها، في إعادة للاتفاق الذي جرى بين موسكو وأنقرة في تشرين الأول/أكتوبر 2019، عند شن الجيش التركي عملية “نبع السلام”.
غير أن تركيا تؤكد أن الاتفاق مع روسيا والذي قبله مع الولايات المتحدة لم يُنفذ، وتحديداً لجهة انسحاب “قسد” من المناطق الحدودية معها.
ويقول المتحدث باسم “مجلس العشائر والقبائل السورية” الشيخ مضر حماد الأسعد من الحسكة إن روسيا دخلت في مرحلة استثمار التهديدات التركية لصالح حليفها نظام الأسد، حيث تحاول توظيف الضغط التركي على قسد، لدفع الأخيرة إلى تقديم تنازلات لصالح النظام.
ويضيف الأسعد ل”المدن”، أن الخطة الروسية الواضحة تهدف لضمان موافقة قسد على نشر قواته في المناطق الحدودية والنفطية، والأخيرة تبدو مضطرة لعدم الاعتراض، مدفوعة بخوفها من التقدم التركي.
وحسب الأسعد، فإن نشر روسيا للمنظومة الجوية واستقدام الطائرات الحربية والمروحية إلى المطار ذاته، يأتي خدمة لهدفين: الأول زيادة الضغط على قسد، من خلال زيادة منسوب الخطر لدى القوات الكردية بقرب التحرك التركي. والثاني، يتصل باستعراض القوة بمواجهة تركيا، والقول إن وجودها في سوريا ما زال قائماً، وإن أي تغيير على خريطة السيطرة السورية، لا بد أن يكون بموافقتها.
لكن رغم ذلك، تبدو أنقرة مصممة على التحرك العسكري في الشمال السوري، وتسعى إلى عقد اتفاقات مع الولايات المتحدة وروسيا، وخصوصاً أن الأخيرة كان لها دور بارز في عدم استكمال الأهداف التركية في سوريا.
المصدر: المدن