أصدر الأمين العام للمؤتمر الشعبي العربي المحامي أحمد عبد الهادي النجداوي البيان التالي:
” جريمة كاملة الأركان اقدم على ارتكابها الكيان الإرهابي الطائفي الإيراني الذي مازال يحتل عنوة ارض الأحواز العربيّة حيث وبضمن مسلسل جرائمه اقدم او تواطأ على ارتكاب واحدة من أبشع مجازره الاحتلالية بتاريخ 23/05/2022 في مدينة “عبّادان” حيث تسبب في جريمة الاِنهيار المتعمّد أو المتواطيء عليه لمبنى في الاحواز يتكون من اثني عشرة طابقاً تعود ملكيّته إلى مستوطن فارسي ينتمي إلى منظمة الحرس الثوري الإرهابيّة الإيرانيّة.
وتأتي جريمة الكيان الفارسي هذه في الهدم المتعمّد للمبنى في إطار مساعيه الأمنية الإرهابية مستهدفاً النيل من صمود انتفاضة عرب الاحواز المستمرّة ليومها الـ25 في عموم اراضي دولة الأحواز المحتلة عبر عشرات السنين من قبل النظام الطائفي القمعي، وشلّ حركة تحررها وتوسّعها وتبلورها، موضوعياً وذاتياً، ورغم ذلك باءت محاولاتهم بالفشل الذريع حيث انقلب السحر على الساحر وباغت شعبنا العربي سلطات الاحتلال وواجهها بالحشود الغاضبة المضاعفة حيث بلغ أعداد المنتفضين أزيد من مائة ألف في مدينة عبّادان وحدها.
ورغم أنّ بلديّة مدينة عبّادان تمنع رسمياً وبشدّة بناء العمارات السكنيّة أو التجاريّة التي يتجاوز ارتفاعها ستة طوابق، وذلك نظراً لرخاوة وطبيعة تربة المدينة، إلّا أنّ صاحب الترخيص المدعو حسين عبد الباقي المدعوم والمنتمي إلى مقرّ خاتم الأنبياء الذراع الاقتصادي لمنظمة الحرس الإرهابية، تمكّن بالتواطؤ من الحصول على كافة التراخيص المطلوبة بطريقة غير مشروعة لإقامة مبنى “متروبول” باثني عشرة طابقاً.
ولقد جرى الحصول على التراخيص بالرغم من عديد التحذيرات الجادّة التي أطلقها مهندسون ومراقبون مختصون ورغم اشارات عديدة من بعض وسائل الإعلام، أكدت فيها بإمكانية انهيار المبنى في أي لحظة بسبب هشاشة تربة الأساسات والأعمدة وعدم توفر الشروط والمعايير الهندسيّة اللازمة، إلّا أنّ المتنفذ المدعو عبد الباقي وعوضاً عن الاستمرار بالبناء، قام بالتحايل وترميم الأضرار شكلياً وأمر بالاستمرار بمواصلة عمليّة البناء ولاذ بالفرار قبل حدوث الكارثة متوقعاً حصولها.
كما وعوضاً عن إسراع السلطات في عمليّات إنقاذ مئات الضحايا، إلّا أنّ سلطات الاحتلال الإيرانية المتواطئة أحاطت المبنى وكل مدينة عبّادان بقواتها الأمنيّة، لمنع المواطنين ممن هم داخل المدينة وخارجها من الوصول إلى مكان الحادث للمشاركة في الانقاذ او انتشال الجثث من تحت الانقاض.
وامعاناً في التستر على هول تلك الجريمة تلاعبت سلطات الاحتلال في الاعلان عن حقيقة اعداد الضحايا من الشهداء والجرحى ولا زالت ترفض إعطاء الأعداد الحقيقية لضحايا جريمتها الإرهابية، مثلما تتعمّد كذلك التباطؤ في عمليّات الانقاذ، واجراءاتها ومحاولاتها للحد من اتساع دائرة السخط والغليان الشعبي الذي بات يعمّ مدينة عبادان وبقيّة المدن الأحوازيّة التي خرجت جماهيرها في مسيرات حاشدة، تضامناً مع أسر الضحايا واستنكاراً لتلك الجريمة والتحقيق في مسبباتها.
وكعادتها، أرسلت سلطات الاحتلال الفارسيّة عشرات الآلاف من عناصر القوى الأمنيّة والعسكريّة المدجّجة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والتي باشرت فوراً بإطلاق الرصاص الحيّ لقمع المنتفضين الأحوازيين، كما عمد المحتل الفارسي الى قطع شبكة الأنترنت عن العديد من المدن العربية الأحوازيّة، وكان قد قام بقطعها أساساً منذ خمسة وعشرون يوماً سابقة، حيث كانت اندلعت انتفاضة شعبيّة أحوازيّة من مدينة الخفاجيّة عمّت مختلف المدن الأحوازيّة الأخرى وكذلك المدن والمناطق المحتلّة التابعة للشعوب غير الفارسيّة ضمن ما تسمّى بجغرافية إيران الاصطناعيّة.
- وإن المؤتمر الشعبي العربي إذ يدين بشدّة هذه الجريمة النكراء والمصمم او المتواطأ عليها مسبقاً، ويعتبرها مجزرة بشعة مدبرة ضمن سلسلة المجازر الطويلة التي دأب حكام طهران الشعوبيين الطائفيين على ارتكابها ضد الشعب العربي الأحوازي الأعزل.
- كما ويدعو المؤتمر الشعبي العربي المجتمع الدولي وجامعة الدول العربيّة وكافة المنظمات والهيئات الحقوقيّة والانسانية وايضاً الأحزاب والجمعيّات العربيّة ومؤسّسات المجتمع المدني، لإدانة مجزرة عبّادان وهي ليست ولن تكون الاخيرة واعتبارها جريمة إبادة جماعية امتداداً للجرائم السابقة والتسلط العنصري التي راح ضحيّتها مئات الشهداء والجرحى من عرب الاحواز.
ويناشد المؤتمر الشعبي العربي ايضاً كافة المنظمات والمؤسسات الدولية الاقليمية للتنديد بالاحتلال وبضرورة دعم نضال الشعب العربي الأحوازي لاسترداد حريته واستقلاله والاعتراف الفوري من الدول العربيّة والاقليمية ومؤسّساتها وكياناتها كجامعة الدول العربيّة ومجلس تعاون دول الخليج العربي، باحتلال الكيان الإيراني واغتصابه لدولة وعروبة الأحواز والتعامل معه ككيان احتلال والوقوف إلى جانب حقوق وكفاح الشعب العربي الأحوازي وتطلعاته لنيل حريّته واستقلاله واستعادة سيادته القومية على أرضه، وكذلك مساندة ودعم شعب الأحواز العربي لرفع وتصعيد قدراته النضاليّة المشروعة، والتصدّي العربي والعالمي للإرهاب الإيراني العنصري القمعي ضد الشعب الأحوازي خصوصاً والشعب العربي وشعوب المنطقة والعالم بشكل عام.
- عاش صمود وكفاح الجماهير العربية الاحوازية لنيل حريتها واستقلالها.
- الخزي والعار والموت للاحتلاليين الفرس المتسلطين على ارادة وحرية عرب الاحواز.
- الرحمة للشهداء والمجد للمناضلين العرب الاحوازيين الذين يعانون القمع والارهاب والاعدام في سجون المحتلين الظالمين.”