ينتظر لبنان إنفراجاً كهربائياً من الأردن. هو ترجمة فعلية للاتفاق الذي جرى توقيعه في شهر كانون الثاني الماضي. وأكّد وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة أن الأردن سيصدّر الكهرباء إلى لبنان “في آذار، بعد الانتهاء من اتفاق تمويل مع البنك الدولي”.
هذا الإعلان ليس مفاجئاً، إذ أن مدّ لبنان بالكهرباء الأردنية كان منتظراً نظرياً، مطلع العام الجاري. إلاّ أن العقدة الأساسية هي تأمين التمويل الذي سيكون عبر قرض من البنك الدولي. ما يعني أن الاستجرار متعلّق حكماً بالتمويل، الذي بدوره ينتظر قراراً غير واضح المعالم من البنك الدولي. وهنا، تشير مصادر في وزارة الطاقة إلى أن “موافقة البنك الدولي على التمويل ليست مقررة بعد بشكل رسمي، ولم يتلقَّ لبنان قراراً بهذا الشأن”. وتؤكّد المصادر في حديث لـ”المدن”، أن ما يُحكى عن التمويل هو “تكهّنات ونوايا غير محسومة”.
وبذلك، لا ترى المصادر أن تنفيذ الاتفاقية قد يحصل حكماً في شهر آذار “إلا اذا حصلت ظروف سياسية متسارعة أدت إلى إعلان البنك الدولي تمويله للمشروع بشكل واضح ورسمي، عبر توقيع اتفاقية القرض مع لبنان”.
تصريح إسرائيلي
في السياق نفسه، فإن عملية تزويد لبنان بالكهرباء لا تقتصر فقط على استجرارها من الأردن، وإنما سيعمد لبنان إلى شراء الغاز من مصر لتشغيل معمل دير عمار. وهذا الغاز مشوبٌ بصبغة إسرائيلية، نفتها وزارة الطاقة في وقت سابق، إلا أن هناك معطيات تدعم الهوية الاسرائيلية للغاز الذي سيأتي من مصر عبر الأردن وسوريا. فقد وصفت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، وصول الغاز الاسرائيلي إلى لبنان عبر مصر والأردن، بأنه “لا بأس به”. كما أن مصر تستورد الغاز الاسرائيلي وتقوم بتسييله. بالإضافة إلى أن خط الغاز العربي المارّ بالأراضي المصرية وصولاً إلى الأردن، هو ملك لشركة إسرائيلية.
وبعيداً من هذا السجال، أكد وزير البترول المصري طارق الملا، ان “الجدول الزمني لإرسال الغاز إلى لبنان يتسم بالمرونة، لأنه يعتمد على شركاء آخرين”. مؤكداً أن “العمل الفني لدعم صادرات الغاز إلى لبنان سينتهي في شباط”.
المصدر: المدن