أكد السيد طارق جاسم الناطق الرسمي لجبهة الأحواز الديمقراطية بأنه ” يعد قتل النساء بدافع الشرف أكبر جريمة بحق المرأة، و يتبلور هذا الإجرام عن غياب وعي و تقدم، في المجتمعات و نهوض ثقافة التمييز الجنسي والتي تظهر بشكل كبير في المجتمعات التقليدية و التي تعاني من شحة في وجود مؤسسات تعليمية و إجتماعية تأخذ على عاتقها مسؤولية بناء المجتمع المدني.
تهتم مؤسسات الأمم المتحدة في الضغط على الدول في سبيل الحد من هذه الجرائم ويشير تقرير أعدته الأمم المتحدة عام ٢٠٢٠، إلى أنه يقع سنويًا حوالي 5 آلاف شخص، ضحايا لـ”جرائم القتل بدافع الشرف”، أغلبهم من الإناث، في المجتمعات التي تعيش وفق العادات والتقاليد المحافظة، فيُقتلن بطرق مختلفة .
لم تنجوا دولة الأحواز المحتلة و شعبها من هذه الجرائم و آخر تلك الجرائم هي جريمة قتل السيدة القاصرة في العمر القانوني منى حيدري بنت السبعة عشر ربيع و التي قتلت بطريقة بشعة من قبل زوجها و أخوه في مؤامرة معقدة و كبيرة شارك فيها اهالي القاتل و المقتول و تواصلوا مع سلطات الاحتلال و سفارتهم في دولة تركيا و أعتقلوا الضحية و تم تسليمها من قبل السلطات الايرانية الى أسرتها الغاضبة والتي كانت تخطط لإغتيال منى حيدري بطرق مختلفة فتم تسهيل اجراءات رجوعها و تسليمها لزوجها لتنفيذ الجريمة التي هزت الاحواز و أوجعت قلوب ابناء الاحواز الذين تضامنوا مع الضحية و أدانوا هذه الجريمة في كثير من المساحات الإعلامية و المدنية.
إن جبهة الاحواز الديمقراطية و هي جزء من الحركة الوطنية الاحوازية تدين هذه الجريمة البشعة و تؤكد رفضها لكل أشكال العنف ضد الإنسان و خاصة النساء و تحمل النظام الايراني المسؤولية عن مثل هكذا جرائم في المجتمع الاحوازي كما تحمل المسؤولية في الوقت نفسه الى القاتل و جميع من يمثل هذا التوجه الفكري غير الأخلاقي تجاه النساء و يعالج قضايا المجتمع بهذه الطرق الرجعية و غير الإنسانية و تؤكد الجبهة ان اليوم في الاحواز لاتوجد قوانين رادعة بحق كل من تسول له نفسه بارتكاب مثل هذه الجرائم.
و عدم توفر القوة لدى النساء للإحتجاج بحكم المجتمع العنصري تجاه النساء من قبل ممثلي الولي الفقيه و السلطة الرجعية الإيرانية في الاحواز، كما لا يوجد الوعي الكافي في المجتمع، بسبب عدم وجود مؤسسات المجتمع المدني في الاحواز و لا وجود حتى للمؤسسات غير الحكومية التي تمنع وجودها سلطات الاحتلال الايرانية.
بناءً على هذا تدعوا جبهة الاحواز الديمقراطية المجتمع الاحوازي الى عدم استعمال مصطلحات مخطئة بحق النساء في مثل هكذا جرائم و حالات مشابهة لأن استخدام مصطلح القتل بدافع الشرف في حد ذاته يعطي مبرراً للمجرم لهذا فالمصطلح بحاجة إلى إعادة النظر في تركيبته حتى لا يشكل إدانة للضحية “المرأة”.
و تدعوا الجبهة جميع أطراف الحراك الوطني في الداخل و الخارج الى استنكار عمليات العنف والقتل ضد النساء و التحرك الحقيقي الفاعل لوضع حد لهذه الظاهرة وعدم الاكتفاء بتسجيل المواقف وترديد الكلمات المؤيدة لحقوق المرأة دون تحويلها إلى أمر واقع، بل هنالك ضرورة لتوجه الإعلاميين والأكاديميين وكل ذوي الاختصاص لعمل حملة مجتمعية ضد هذه الظاهرة بهدف القضاء عليها، واستئصال جذورها الكامنة في الاحواز و مواجهة سياسات الاحتلال الايرانى في تكريس و تبرير هكذا ثقافات و حالات في مجتمعنا الاحوازي المقهور.
كما تناشد الجبهة المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة و الدول ذات النفوذ في العالم بالتوجه إلى الأحواز و إرسال مفتشين رسميين لكشف حقيقة ما يجري من اضطهاد للمجتمع الاحوازي و الضغط على الاحتلال الايراني لإيقاف هذا الحصار الشامل الاقتصادي و الإعلامي و الثقافي و العنصرية الممنهجة والتي بدأت تضرب حتى كيان الاسرة في الاحواز حتى يتم إيقاف تكرار جرائم مبرمجة و ممنهجة سواءً من قبل حكومة الاحتلال او من قبل ضحايا الاحتلال من الذين يعيشوا في الرجعية و التخلف المستشري بواسطة الاحتلال الايرانى في بعض المناطق في الاحواز.”