هيدي لامار Hedy Lamarr (9 نوفمبر 1914 – 19 يناير 2000) كانت ممثلةً ومخترعةً أمريكيةً نمساويةَ المولدِ، وكانت في زمانها أشهرَ ممثلةٍ على الإطلاق. كان من الممكن أن تكتفيَ هيدي لامار بشهرتها كنجمة هوليودية، لكنها وبدافع من إيمانها بضرورة هزيمةِ هتلر، اجتهدت على تطوير شيءٍ فريد.
في بداية الحربِ العالمية الثانية، طورت هيدي لامار والملحنُ جورج أنثيل نظامَ توجيهٍ لاسلكيٍّ لطوربيدات الحلفاء التي تستخدم تقنيةَ القفزِ على الترددات، والانتشارِ الطيفي لهزيمة تهديدِ التشويش من قبل قوى المحور. على الرغم من أن البحريةَ الأمريكية لم تتبنَ هذه التقنيةَ حتى الستينيات من القرن الماضي، فقد تمَّ دمجُ مبادئِ عملِها في تقنية Bluetooth و GPS ،وكذلك تشبهُ التقنيةُ التي اكتشفتها هيدي لامار الأساليبَ المستخدمةَ في الإصدارات القديمة من CDMA وWIFI . أدى هذا العملُ إلى دخول هيدي لامار قاعةَ مشاهيرِ المخترعين الوطنية في عام 2014. ربّما كانت أصولُ هيدي لامار اليهودية دافعًا قويًّا لها، لكن إصرار تلك النجمةِ على صنع شيءٍ ما ،وإيمانها أنها تملكُ شيئًا أكثرَ من جمالها الخارقِ وموهبتها في التمثيل هو ما دفعها لإنتاج شيءٍ فذ.
لنحاولِ الآن أن نقلدَ هذه النجمةَ الهوليودية، لنقترحْ مشروعًا يغير مصيرَ البشريةِ، ولِنرَ مدى تجاوبِ من حولنا من رجال أعمالٍ وساسةٍ وغيورين على دينهم ووطنهم والحريصين على النجاح في مهمة الاستخلافِ المنوطةِ بنا. حتى أن هذا المشروعَ سيكون جاذبًا للمستثمرين الذين يبحثون عن تنمية ثرواتِهم، وصنعِ قصص نجاحٍ تشبه قصة ايلون ماسك وجيف بيزوس. ولنقسْ مدى التجاوبِ بشكل عملي حتى نعطيَ مؤشرًا لنا كأمة بين شعوب الأرض.
ربما يسعفني خيالي الواسعُ في اقتراح مشاريعَ كثيرةٍ، لكنَّ قلَّة منها قد يغيرُ وجهَ الإنسانية ويُحدثُ فارقًا في مهمتنا على هذا الكوكب. منذ زمن وأنا أفكر بمشروع يفيد البشريةَ جمعاءَ، وهو تأسيسُ مركزِ بحوثٍ يجمعُ خيرةَ العلماءِ؛ لاكتشاف بكتيريا تذيب مادة البلاستيك التي هي أكبر ملوث على كوكب الأرض، حيث يكفي ذكرُ بقعةِ القمامةِ الكبرى في المحيط الهادي، تلك الكارثةُ التي تمتد على مساحة 1.6 مليون كلم مربع.
هذا المشروعُ يحتاج إلى صبر وإمكاناتٍ ليست بالكبيرة، وعليه سوف نقيس مدى تجاوبِ كلِّ الفئات التي ذكرناها أنفًا، وسأبلغكم بردود الفعل بوقت قصير. طبعًا الأمر يحتاج إلى فريق عمل، ومؤتمر تأسيسي، ودعم سياسي وربّما يكون الكلُّ متوفرًا في تركيا، فلنرَ همةَ الغيورين على ترك بصمة في هذه الحياة الدنيا. عائدية المشروع الكبرى يجب أن تعودَ لمحاربة الفقرِ والجهل في مجتمعات العالم الثالث. سأرسل هذه المقالةَ لعدد من التجمعات التجارية وغرف رجال الأعمال أملًا أن نزرعَ خطوةً عمليةً في صناعة التغيير.