كثّفت الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام قصفها على مواقع قوات النظام والمليشيات الموالية لها في محيط إدلب، وتوعدت بمواصلة التصعيد وتنفيذ عمليات نوعية انتقامية رداً على حملة القصف التي استهدفت المرافق الحيوية في إدلب مطلع 2022.
وقال القائد العسكري في تحرير الشام أبو مسلم الشامي: “سيرى العدو ما لا عهد له به”. وأضاف في تصريحات تناقلتها مواقع إعلامية تابعة لتحرير الشام، أن “التصعيد الأخير من قبل المحتل الروسي تركز على مدن وبلدات مأهولة بالسكان بالتوازي مع استهداف المرافق العامة والمنشآت الخدمية”.
وتابع الشامي: “نحن في هيئة تحرير الشام وباقي الفصائل العسكرية، كنا منذ اليوم الأول على جاهزية واستعداد تام لرد أي عدوان قد يفكر فيه العدو المحتل الغاشم، فالدفاع عن الدين والأرض والعِرض وتحرير أسرانا واسترداد مناطقنا مبدأ من مبادئنا”.
وتصاعد القصف الانتقامي الذي نفذته الفصائل في الجبهة الوطنية للتحرير وتحرير الشام خلال اليومين الماضيين وأوقع خسائر في صفوف قوات النظام والمليشيات في أربع مناطق عسكرية رئيسية تتمركز فيها قوات النظام في محيط إدلب، وشهدت الجبهات نشاطاً متزايداً لكتائب القناصة التي رصدت تحركات قوات النظام وقيدت حركتها في الخط الدفاعي الأول بعد أن قتلت عدداً من العناصر.
وأولت تحرير الشام أهمية كبيرة لسلاح القناصة خلال الربع الأخير من العام 2021، ودربت المزيد من عناصرها على هذا النوع من الأسلحة، واعتمدت على القناصين في مختلف محاور القتال حيث تمكنت بالفعل من شلّ حركة قوات النظام، وكان تكتيكها المستجد بديلاً عن العمليات الهجومية المحدودة وعمليات التسلل التي كانت سائدة في النصف الأول من 2021 والتي كانت كلفتها عالية مقارنة بالكلفة المادية والبشرية التي تحتاجها عمليات القنص.
تهديد تحرير الشام الأخير ربما يعني أنها ستعود إلى تكتيك الهجمات البرية المحدودة ضد قوات النظام والتي يمكن استثمارها بين الأوساط الشعبية والترويج لدعاية المقاومة، ولتحسين صورة الجناح العسكري الذي طاولته انتقادات لاذعة لأنه لم يرد على حملة القصف منذ بدايتها بشكل جدي.
وقال المتحدث باسم الجبهة الوطنية النقيب ناجي مصطفى ل”المدن”، إن “الرد على خروق قوات النظام وروسيا مستمر وفي تصاعد، وطاول قصفنا ثكنات وغرف عمليات ومرابض مدفعية تستخدمها المليشيات في عمليات القصف”.
وأضاف مصطفى أن “أهم المناطق العسكرية التي طاولها قصف الفصائل، منطقتي سراقب ومعرة النعمان في الجبهات الشرقية، وكفرنبل جنوبي جبل الزاوية، وجورين والفوج 46 التي تشرف على منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وتمددت حملة القصف لتشمل الجبهات غربي حلب والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي”.
وقالت مصادر عسكرية متطابقة ل”المدن”، إن “حملة القصف الأخيرة التي تقودها روسيا تهدف إلى ضربِ البنى التحتيةِ في إدلب وتدمير ما تم إنجازه على مختلف الصعد، الخدمية والصناعية والزراعية والتجارية، كما يهدف إلى جعل المنطقة في حالة عدم استقرار وزيادة معاناة ملايين السوريين المحشورين في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة”.
وأضافت المصادر أن “النظام فشل في إنعاش المناطق التي سيطر عليها في الفترة الممتدة بين عامي 2019 و2020 في أرياف حماة وحلب وشرقي إدلب، والتي ما تزال شبه مهجورة وتغيب عنها الخدمات الأساسية، لذا تبدو حملة القصف على إدلب المجاورة كمحاولة لإرجاع المنطقة إلى الوراء ومنع تطور الخدمات فيها وإبقائها كمنطقة طاردة للسكان لا جاذبة لهم مثلها كمثل مناطق سيطرة النظام المحيطة”.
وزعم مجلس محافظة إدلب التابع للنظام والذي يتخذ من خان شيخون جنوبي إدلب مقراً مؤقتاً له، أن قرابة 7 آلاف عائلة عادت إلى ريف إدلب الشرقي والجنوبي خلال العامين 2020 و2021.
المصدر: المدن