دخلت القوى الكردية الفائزة في الانتخابات العراقية التي أجريت قبل أكثر من شهرين، في حوارات داخلية بهدف التوصل إلى تفاهمات يمكن أن تفضي إلى تشكيل تحالف كردي موحد، يذهب إلى بغداد للتفاوض مع الأطراف الأخرى بشأن تشكيل الحكومة وبقية الاستحقاقات الكردية من المناصب والوزارات.
وكشف المستشار الاعلامي لرئيس “الحزب الديمقراطي الكردستاني” كفاح محمود، عن وجود بداية حوار يهدف لتشكيل تحالف يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين “الحزب الديمقراطي الكردستاني” و”الاتحاد الوطني الكردستاني”، قائلاً في حديث لصحيفة “الصباح” الرسمية، إن الصراع داخل “الوطني الكردستاني” تسبب بتأخير إعلان هذا التحالف.
ولفت إلى أن “الديمقراطي الكردستاني” يصرّ على أن يكون الصوت الكردي واحداً في بغداد، وأن تتم ممارسة الفعاليات في العاصمة من خلال كتلة واحدة.
وبشأن منصب رئيس الجمهورية الذي جرى العرف السياسي في العراق منذ الانتخابات الأولى التي أجريت عام 2005 أن يكون من حصة القوى الكردية، وتحديداً حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني”، قال إن “التحديات التي تواجه الكرد أكبر من مسألة اختيار رئيس الجمهورية، كالأمن والسلم المجتمعي، مبيناً أن أحزاب إقليم كردستان تدرك تماماً خطورة تشتت القوى الأخرى، وانعكاسات ذلك على العملية السياسية، في إشارة إلى الخلافات بين “التيار الصدري” بزعامة مقتدى الصدر، و”الإطار التنسيقي” الذي يضم أطرافاً معترضة على نتائج الانتخابات.
وأوضح محمود أن الحزبين سيخوضان مفاوضات حول رئاسة الجمهورية لإعلان شخصية متفق عليها كردستانياً، مشيراً إلى أن “هذا المنصب ليس حكراً على حزب معين، كما هو منصب رئيس مجلس النواب، أو رئيس الوزراء، بل سيكون التوافق هو الحاسم في هذا الأمر”.
ولفت إلى أن الحزبين الكرديين الرئيسيين أرسلا وفدين إلى بغداد من أجل إجراء لقاءات مع الأطراف السياسية الأخرى، بهدف التوصل إلى توافقات ونتائج مرضية للجميع. وتابع: “الجميع بانتظار مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات، لبدء جولة من الحوارات الجدية والتفاوض بشأن تشكيل الكتل والتحالفات”.
وتحدثت مصادر كردية مطلعة لـ”العربي الجديد”، عن وجود جهود وصفتها بأنها “مكثفة”، من أجل “توحيد القوى السياسية الكردية لتشكيل تحالف قادر على مفاوضة أحزاب بغداد على رئاسة الجمهورية وبقية المناصب التي تُعدّ من حصة الأكراد”، موضحة لـ “العربي الجديد”، أن الحوارات لن تقتصر على الحزبين الرئيسيين، بل هناك محاولات لضم قوى أخرى حصلت على عدد قليل من المقاعد إلى التحالف الكردي المرتقب.
وأكد عضو البرلمان العراقي السابق عبد الباري زيباري، عدم وجود خلافات بين الأحزاب الكردية تحول دون التحاور فيما بينها، موضحاً في تصريح صحافي، أنها لم تتفاوض حتى الآن بشأن منصب رئيس الجمهورية. وأضاف “لن تكون هناك مشاكل بشأن هذا المنصب”، معرباً عن قناعته بأن الحكومة المقبلة ستكون “أغلبية توافقية”.
وأمس الأحد، وصل وفد “الحزب الديمقراطي الكردستاني” برئاسة القيادي في الحزب هوشيار زيباري إلى بغداد للقاء الأطراف الأخرى، والتحاور معها بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال المكتب الإعلامي لتحالف “تقدم”، إن رئيس التحالف محمد الحلبوسي استقبل الوفد الكردي برئاسة هوشيار زيباري، مؤكداً في بيان أن “اللقاء بحث آخر المستجدات السياسية، وأهمية استكمال الاستحقاقات الدستورية، والتفاهمات والحوارات السياسية للمرحلة المقبلة”.
المصدر: العربي الجديد