غارات روسية على إدلب وتسويات النظام السوري تنتقل إلى البوكمال

عدنان أحمد

أغارت الطائرات الحربية الروسية، صباح الخميس، على مناطق شرق محافظة إدلب شمال غربي سورية، فيما أعلن النظام السوري عن انتقال التسويات التي يجريها شرق البلاد إلى مدينة الميادين شرقي محافظة دير الزور.

وذكر الناشط حسان محمد لـ”العربي الجديد” أن الطائرات الحربية الروسية قصفت صباح اليوم أطراف مدينة سرمين شرق إدلب، بالقرب من إحدى القواعد التركية في المنطقة، كما استهدف القصف الجوي بلدتي مجليا ومعربليت قرب مدينة أريحا على طريق حلب – اللاذقية بالقرب من قاعدة تركية أيضاً، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، وذلك بالتزامن مع تحليق متواصل للطيران الروسي في أجواء المنطقة.

من جهتها، قصفت قوات النظام السوري فجر اليوم بالمدفعية الثقيلة بلدات سفوهن والفطيرة وفليفل جنوبي إدلب، كما استهدفت بالرشاشات الثقيلة محور المشاريع بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، وفي المقابل، استهدفت الفصائل مواقع لقوات النظام على محاور التماس بريف حلب الغربي، بالقذائف الصاروخية، كما قصفت مواقع لقوات النظام في الملاجة وحزارين جنوبي إدلب.

إلى ذلك، استهدفت الطائرات الحربية الروسية صباح اليوم مواقع مفترضة لتنظيم “داعش” في البادية السورية غرب محافظة دير الزور، وهو ما يرفع عدد الضربات الجوية التي طاولت مواقع التنظيم في البادية السورية، إلى 92 في أقل من 72 ساعة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

على صعيد متصل، ذكرت شبكات محلية أمس، أن عدداً من عناصر المليشيا الإيرانية، قُتلوا جراء هجوم نفذه تنظيم “داعش” استهدف نقاطاً عسكرية في بادية البوكمال شرق دير الزور بعد حصاره لتلك المواقع، وسط هجمات متزايدة على امتداد البادية من ريف حمص حتى غرب دير الزور.

وأشارت شبكة “فرات بوست” إلى أن مجموعة تابعة لمليشيا “أبو الفضل العباس”، فُقدت صباح أمس في البادية الشرقية لمحافظة دير الزور، مضيفة أن المجموعة تتألف من 12 عنصراً خرجوا من نقاطهم بسيارتين لتمشيط المنطقة في البادية بشكلٍ اعتيادي لكن انقطع الاتصال بهم بعد ساعات من خروجهم.

قسد تجند قاصرات

من جهة أخرى، حمّلت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سورية، قوات “قسد” مسؤولية قيام ما تسمى بـ”الشبيبة الثورية” التي يشرف عليها حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” بخطف القاصرين والقاصرات.

وقال المجلس، في بيان أمس الأربعاء: “خطفت منظمة الشبيبة الثورية المعروفة باسم “جوانن شوركر” التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، ثلاثة فتيات قاصرات من مدينة عامودا مساء الأحد بهدف تجنيدهن ضمن المليشيا العسكرية التابعة للحزب”.

ولفت إلى أنه “منذ سنوات، خطفت وجندت هذه المنظمة مئات الأطفال القُصر وزادت وتيرة هذه الجرائم منذ بداية العام الجاري وتلقت عوائل الفتيات المخطوفات اتصالات من مسؤولي هذا التنظيم تؤكد تجنيد طفلاتهم في صفوف القوات العسكرية وأنهن سيخضعن لدورات تدريبية عسكرية لمدة ستة أشهر ولن يتمكنّ من التواصل خلال هذه الفترة مع عوائلهن”.

ودان المجلس “جرائم وانتهاكات هذه المنظمة بحق أبناء شعبنا وخاصة خطف وتجنيد الأطفال القُصر”، وحمل “قسد” المسؤولية الكاملة لمنعها ومحاسبة مرتكبيها وحل هذه المنظمة، لاسيما أن مكتب (حماية الطفولة) الذي أسسته “قسد” غير قادر على إعادة الأطفال المخطوفين لذويهم.

كما ناشد المجلس، الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية المعنية بحماية حقوق الطفل، وقوات التحالف الدولي للقيام بمسؤولياتها والضغط على “قسد” لإعادة عشرات الأطفال القُصر المخطوفين لدى منظمة الشبيبة والمليشيا التابعة لها والإيقاف الفوري لعمليات تجنيد الأطفال القُصر نهائياً.

تسويات في البوكمال

من جهة أخرى، انتقلت عمليات التسوية التي يجريها النظام السوري في محافظة دير الزور صباح اليوم إلى مدينة الميادين بريف المحافظة الشرقي. وذكرت وكالة “سانا” التابعة للنظام أن مركز التسوية الخاص بمحافظة دير الزور، انتقل صباح اليوم إلى مدينة الميادين بريف المحافظة الشرقي، وذلك بعد أن استقبل نحو سبعة آلاف شخص منذ افتتاحه في مبنى الصالة الرياضية وسط مدينة دير الزور قبل عشرة أيام.

وتعتبر محافظة دير الزور أحد أكبر المعاقل للمليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني في سورية، والتي استقرت في المحافظة عقب انسحاب تنظيم “داعش” منها.

وفي جنوب البلاد، قُتل ثلاثة أشخاص من الرافضين لـ”التسوية” مع النظام السوري من بينهم محمد شكري الدرعان، وهو أحد أبرز المطلوبين للنظام الرافضين للتسويات الأمنية في بلدة ناحتة شرقي درعا. وذكر الناشط محمد الحوراني لـ”العربي الجديد” أن قوات النظام استهدفت مزرعة شرقي بلدة ناحتة، وقتلت فيها الدرعان، إضافة إلى اثنين كانا برفقته.

وسبق لقوات النظام أن أحرقت منزل محمد الدرعان، وفجّرت منزل أخيه إسماعيل الدرعان بعد تفتيشها بلدة ناحتة، في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلال تطبيقها اتفاق التسوية في البلدة الذي رفضه الدرعان ومجموعته، حيث غادروا البلدة، لكن قوات النظام ظلت تتعقبهم في شرق المحافظة، إذ عمدت خلال الأيام القليلة الماضية إلى مداهمة خيام يقيم فيها نازحون من عشائر البدو قرب بلدة ناحتة، وعلى الطريق الواصل بين المسيفرة والغارية الشرقية شرقي المحافظة، وعلى طريق داعل- خربة غزالة.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى