تحدث الدكتور محيي الدين بنانا إلى موقع ملتقى العروبيين، منوهًا بدور الصالون السياسي في عينتاب الذي هو منسقه العام لهذه الدورة، مبينًا رؤيته السياسية لبعض ما يجري في الواقع الميداني على أرض سورية، وما يدور حولها من مباحثات ومفاوضات. الدكتور بنانا أشار إلى أن ” نشاطات الصالون السياسي مقتصرة على الاجتماعات الدورية التي يناقش فيها الوضع السياسي الراهن لسورية والأحداث الساخنة التي تحصل. بالإضافة إلى مناقشة بعض قضايا الثورة السورية هذا من جهة ومن جهة أخرى إقامة بعض الندوات التي يستضيف فيها الصالون بعض الشخصيات السياسية وتتناول مواضيع متنوعة تخص الثورة والمعارضة السورية ومسارات التفاوض بشفافية وصراحة تامة” وحول ما يجري في ادلب قال ” أما فيما يتعلق بما يحصل في إدلب فإنني أكرر ما اتحدث به دائمًا أن المجتمع الدولي مصمم على القضاء على جبهة النصرة والضحية الحقيقية هي شعبنا وأهلنا، حيث إن الجزء الكبير منه سيهجر ويتشرد، والجزء الآخر سيستشهد تحت تأثير الضربات الروسية والنظام المدمرة للحجر والبشر، وهذا ما نشهده بالواقع الحالي عبر الوجود المأساوي لأهلنا المشردين تحت أشجار الزيتون بالعراء في هذا البرد القارس. إنهم بأمس الحاجة لأي مساعدات إنسانية مهما كانت قليلة أو كثيرة. وأنا أعتقد أن إدلب سيتم السيطرة عليها ويتم القضاء على جبهة النصرة وستتواجد فيها القوات الروسية والتركية، وهذا لن يتم إلا بعد دمار المنطقة وتشريد سكانها” ثم أضاف ” وإنني أرى أن المحرك الأساسي لكل ما يجري هو أميركا بهدف نزع الأسلحة من الفصائل في كل سورية، بدأوا بحلب ثم ريف دمشق ثم درعا وريف حمص والآن محافظة إدلب ثم سيأتي دور قسد وكل الميليشيات الإيرانية التي يجب أن ينتهي دورها في كل المنطقة، ومن ثم يبدأ الحل وتبتدئ المرحلة الانتقالية.” وعن دور البلدان العربية قال ” أنا لا أعتقد أنه سيكون هناك أي دور أو فعل لأية دولة عربية حتى لا يعتقد أن الحل عربيًا ولعل المخطط الأمريكي وبالتالي العدو الصهيوني هو إبعاد أي تأثير عربي وأن الحل يجب أن يكون خارجيًا”. وعن اتفاق سوتشي قال: ” أما فيما يتعلق باتفاق سوتشي فالواقع الميداني يقول إنه قد انتهى منذ حوالي تسعة شهور عندما بدأت القوات الروسية والنظام حملتها المتدرجة على إدلب والتي اتبعت سياسة السيطرة التدريجية على المناطق التي احتلتها حتى الآن وكانت سياسة ناجحة ومتزنة وإجرامية، والتي أدت إلى ما وصلت إليه الآن من انحسار لقوى الفصائل في مناطق عديدة من ريف حماة ثم ريف إدلب وبالتزامن مع ريف حلب بليلة واحدة استطاعت السيطرة على ريف حلب الغربي، يا للعجب والدهشة و روسيا تصرح علنًا بأنه يجب أن يحصل الاتفاق الجديد بدلاً عن اتفاق سوتشي”. وختم بنانا بالقول: ” وبالختام فكل ما حصل وسيحصل ليس في مصلحة الثورة السورية وإنما بهدف إجهاضها وما يحز بالنفس أن الضحية في كل ما يحصل هي الشعوب العربية في سورية والعراق واليمن وليبيا ولبنان. وسواها”.
568 2 دقائق