ارتفاع حاد في الأسعار ومعدلات فقر غير مسبوقة شمال غربي سورية

عبد الرحمن خضر

كشف فريق “منسقو استجابة سورية”، السبت، عن ارتفاع معدلات الفقر وغلاء الأسعار، في تقييم للوضع الإنساني بمناطق شمال غربي سورية، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وأوضح الفريق في التقرير أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل حاد، وبلغت 400 بالمائة، بينما بلغت نسبة ارتفاع أسعار المواد غير الغذائية 200 بالمائة، أما الخبز وهو غذاء أساسي للعوائل في المنطقة فقد ارتفع سعره بنسبة 300 بالمائة.

ووصلت معدلات الفقر، وفقاً للفريق، إلى مستويات قياسية تجاوزت 90 بالمائة، ما يعكس حجم الوضع الاقتصادي السيئ وتدني مستوى الدخل، الذي أجبر العوائل على تخفيض عدد الوجبات اليومية. وبلغت نسبة الأسر التي خفضت أعداد الوجبات الأساسية 65 بالمائة، في حين وصلت ضمن المخيمات إلى 89 بالمائة. وارتفعت نسبة الأسر التي وصلت إلى حد الانهيار خلال الأشهر الثلاثة السابقة إلى ما بين 52 و59 بالمائة.

ارتباط بالمؤشرات التركية

وأوضح الفريق أن عمليات التمويل للاستجابة الإنسانية لا تغطي أكثر من 45 بالمائة من الاحتياجات العامة، في حين لم تتجاوز نسبة الاستجابة الإنسانية 35 بالمائة كإجمالي عام للقطاعات الإنسانية المختلفة. ولفت إلى انخفاض مستوى الأجور للعمال في المنطقة مقارنة بسعر الصرف الحالي من 900 ليرة تركية إلى 550 ليرة، مقارنة بأسعار الصرف وأسعار المواد.

وقال الباحث الاقتصادي يوسف السليم لـ”العربي الجديد” إن أسباب وصول البطالة إلى هذه المستويات عديدة، منها ارتباط اقتصاد الشمال السوري بالاقتصاد التركي الذي شهد ضربات متتالية بسبب انخفاض قيمة الليرة التركية التي أصبحت في نفس الوقت عملة الشمال السوري الرسمية، وارتفاع مستويات التضخم في تركيا التي تعتبر مصدر البضائع المتداولة في الشمال السوري أو الممر لهذه البضائع.

وأضاف السليم أن هناك أسباباً متعلقة بعدم تقدم الواقع الاقتصادي في الشمال لأسباب أمنية تتعلق بالقصف الذي زادت وتيرته في الآونة الأخيرة، وهيمنة حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام على جميع المنشآت والموارد في المنطقة، وبسبب سياساتها المتمثّلة بتوظيف المقربين والموالين لها، يضاف إلى كل ذلك تراجع نسبة مواد المساعدات التي كانت تكفي أعداداً كبيرة من سكان المخيمات.

ووفقاً لدراسة صدرت عن وحدة تنسيق الدعم في إبريل/نيسان 2021، فإنّ نسبة العاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاماً بلغت 57 في المائة للذكور في محافظة إدلب، أمّا نسبة الإناث العاملات فقد بلغت 24 في المائة.

ونسبة غير العاملين من الذكور بلغت 43 في المائة ومن الإناث 76 بالمائة. وفي مناطق شمالي حلب والرقة والحسكة، بلغت نسبة العاملين من الذكور 60 في المائة ومن الإناث 31 في المائة، أمّا نسبة غير العاملين من الذكور فبلغت 40 في المائة ومن الإناث 69 في المائة.

رفع أسعار المحروقات

وكان الفريق خلال استبيان أعدّه ونشر نتائجه في فبراير/شباط 2021، أكد أنّ نسبة العاطلين من العمل في مناطق شمال غربي سورية بلغت 89 في المائة. وهي نسبة غير مفاجئة بحسب الفريق، في المنطقة التي تُعَدّ من أفقر المناطق وتواجه أزمات وتهديدات مستمرة، علماً أنّ نحو 11 في المائة فقط من الذين شملهم الاستبيان يعملون، والأوفر حظاً بفرص العمل هم الذين تجاوزت أعمارهم 35 عاماً.

إلى ذلك، رفعت شركة “وتد للبترول” التابعة لحكومة الإنقاذ العاملة في محافظة إدلب أسعار المحروقات والغاز، إذ بلغ سعر ليتر البنزين المستورد 8.46 ليرات تركية، وليتر المازوت الأول 8.15 ليرات، وليتر المازوت المحسن 6.21 ليرات، وليتر المازوت المكرر 5.15 ليرات.

ووصل سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 122.5 ليرة تركية، بحسب نشرة أسعار المحروقات الصادرة اليوم السبت، وبرّرت هذا الارتفاع بانخفاض قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى