لم تكن زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى دمشق الثلاثاء مفاجئة، لا سيما وأن الجهود الإماراتية قائمة منذ أكثر من سنتين، لإعادة التطبيع مع الحكومة السورية.
ذلك بدأ من خلال إعادة الإمارات لفتح سفارتها في دمشق، الأمر الذي أثار حفيظة الولايات المتحدة الأميركية، الرافضة لعودة سوريا بحكومتها الحالية إلى الواجهة العربية والدولية.
تحفظ أميركي
وبعد زيارة أمس انتقد انتقد كبير الجمهوريين ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، جيمس ريتش، توجه وزير الخارجية الإمارات إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد.
وخلال منشور عبر صفحته في تويتر قال ريتش: «إنه أمر مخزٍ أن ينفتح عدد متزايد من الدول على تطبيع العلاقات مع الأسد».
واعتبر ريتش أن الإمارات والعديد من الدول «تتجاهل العنف المستمر ضد المدنيين السوريين»، مطالباً إياهم بـ«العمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 قبل اتخاذ أي خطوة أخرى نحو التطبيع».
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو أن الإمارات العربية المتحدة لم تتوقف أبداً عن فكرة إعادة العلاقات مع الجانب السوري «وكسر حاجز الجليد بين الجامعة العربية وبشار الأسد».
ويقول في رسالة خص بها “الحل نت”: «الإمارات عملت منذ أكثر من سنتين على فتح وتجهيز سفارتها في دمشق، ومنعها من توسع العلاقة مع النظام، القرار الاميركي بمنع ذلك والتحذير من أية اعادة تأهيل للنظام السوري».
ويؤكد بأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تسمح بإعادة سوريا الجامعة العربية «وهي التي مازالت مطرودة منها جراء المجازر التي ارتكبها نظام الأسد بحق السوريين منذ بدايات الثورة السورية» حسب قول سعدو.
أهداف الإمارات من التطبيع
ويضيف المحلل السياسي السوري أن مصالح الإمارات في إعادة العلاقات مع سوريا، تتجلى في «توجيه ضربة إلى الإسلام السياسي، وهي التي ما تزال ترى بثورة السوريين مجرد تحرك إرهابيين إسلاميين أو في أحسن الحالات انتفاضة يقودها الاخوان المسلمون وليست ثورة شعب ضد المستبدين» .
مخاوف إيرانية من التطبيع العربي مع الأسد
ويرى محللون أن عودة العلاقات بين الطرف السوري والدول العربية، ستؤثر بالتأكيد على الوجود الإيراني، الذي بدأ بالتخوف على مصالحه في الأراضي السورية.
ويشير الكاتب والمحلل السوري “درويش خليفة” إلى أن عودة العلاقات بين سوريا والدول العربيّة، ستعنى مغادرة “بشار الأسد” لـ«الحضن الفارسي».
ويقول في رسالة سابقة لـ”الحل نت”: «إيران تخشى الانفتاح العربي على الأسد، في حال تم إغراء الأخير بإعادة الإعمار وامداده بوسائل الطاقة والمشتقات النفطية التي يعاني النظام من فقدانها في مناطق سيطرته، مما يشكل له إغراءات بالعودة إلى الحضن العربي بعد أن جلس في الحضن الفارسي منذ عام 2005 حتى اللحظة الراهنة».
جهود عربيّة لتقليص دور إيران في المنطقة
ويؤكد الكاتب والمحلل السوري أن الدول العربيّة ستسعى بالتأكيد إلى «تقليص الدور الإيراني في سوريا»، من خلال عودة العلاقات مع الحكومة السورية، والتطبيع مع “الأسد”.
وعن ذلك يقول: «التركيز على الملف السوري عربياً، يأتي من بوابة تقليص دور إيران في المنطقة وإعادتها إلى داخل حدودها، بينما عند الدول الغربية وخصوصاً أوروبا، الأمر يتعلق بمسالة اللاجئين وتصاعد الخطاب المعادي لوجودهم في عدد من الدول، مما يؤدي بزعزعة الاستقرار في تلك البلدان، بعد جائحة كورونا التي أثرت بشكل مباشر على اقتصاداتها».
ولم تعلن من جانبها الرئاسة السوري عن تفاصيل لقاء الأسد مع وزير الخارجية الإمارات، واكتفت بالقول إن اللقاء تضمن بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، وخصوصاً في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الدول العربيّة تسعى إلى إعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع دمشق بعد قطعها لسنوات عديدة، وأبرز هذه الدول هي الإمارات ومصر والعراق ولبنان
المصدر: موقع الحل.