قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن استخدام إسرائيل صواريخ أرض – أرض في هجومها الأخير الذي استهدف مواقع في ريف دمشق السبت، هو “لعدم إحراج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”، بعد القمة التي جمعت رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت وبوتين.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن “الإسرائيليين ما زالوا يتداولون تفاصيل الهجوم الإسرائيلي الذي وقع في وضح النهار قرب طريق رئيسي على طريق دمشق-بيروت، مضيفةً إن الهدف كان “منع تهريب الأسلحة إلى حزب الله بشكل عاجل”.
وتقول وسائل إعلام اسرائيلية إن بلدة الديماس الواقعة على بعد 20 كلم غربي دمشق على الطريق رقم 1، تتواجد فيها مستودعات للجيش السوري وحزب الله، وهي محطة لتحويل الأسلحة منها الى الحزب في لبنان، وتبعد 20 كلم عن المعبر البري الرئيسي من سوريا إلى لبنان قرب جديدة يابوس.
ولفت الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي في تقريره للصحيفة، إلى أن استخدام صواريخ أطلقت من الأرض، خلافاً لمرات سابقة استخدم فيها سلاح الجو، “بهدف تجنب الأنظمة الدفاعية المتوفرة لدى سوريا من جهة، ومن جهة أخرى لعدم إحراج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد القمة الأخيرة التي جمعت بينيت وبوتين”.
وأوضح أن إسرائيل لا تريد تحدي منظومة الدفاع الجوي السوري، “لأنه قد يتسبب بإحراج الروس الذين يساعدون السوريين في تشغيل أحدث البطاريات المضادة للطائرات التي قدموها لهم في السابق لاعتراض الصواريخ الإسرائيلية”.
يذكر أن وزارة الدفاع الروسية كشفت عن عدد الصواريخ الإسرائيلية التي دمرها جيش النظام السوري في الهجوم، وقالت في بيان إن “الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري دمرت صاروخين من أصل ثمانية أطلقتها إسرائيل خلال ضربتها الأخيرة في ريف دمشق”، مضيفةً: “تم تدمير صاروخين بالوسائل الدورية لقوات الدفاع الجوي السورية باستخدام منظومة صاروخية مضادة للطائرات (بوك-إم2أه)”.
أما عن السبب الثاني لعدم استخدام غارات جوية كما اعتادت إسرائيل في السنوات الماضية، فقال الخبير الإسرائيلي إن “الهجوم الإسرائيلي تم بصواريخ أرض- أرض أطلقت من الجولان لأن السوريين والروس لديهم مجموعة كثيفة جداً من الرادارات وبطاريات صواريخ أرض جو في هذه المنطقة، تعرف كيفية اعتراض الصواريخ”.
وذكر أن “الهجوم تركز في الطريق المنحدر باتجاه الوادي الواصل إلى بيروت، لأن معظم عمليات تهريب الأسلحة القادمة من إيران إلى سوريا تتم من هناك، حيث يتم نقلها إلى لبنان في شاحنات ومركبات على الطريق الرئيسي”، مضيفاً انه “إذا كانت الحمولة صغيرة بما يكفي، فيتم الاكتفاء بالطرق الجانبية، ومنذ سنوات استخدمت هذه المنطقة الجبلية كممر تهريب لتسلح حزب الله”.
وأشار إلى أنه الهجمات الإسرائيلية تتم عادةً من داخل الأراضي السورية، “لأن الهجمات في لبنان قد تعطي ذريعة للحزب لتنفيذ هجمات صاروخية ضد إسرائيل”، لافتاً إلى أنه “يمكن الحديث بكثير من الثقة أنه لا مصلحة لإسرائيل الآن في الدخول في مواجهة مع لبنان، لذا فهي تفضل مهاجمة شحنات السلاح في الأراضي السورية قبل وصولها الأراضي اللبنانية”، علماً أنه عند مهاجمة إسرائيل لأهداف داخل الأراضي السورية، “فمن الممكن أن تكون المعلومات المتعلقة بشحنة الأسلحة التي تكون على وشك الانطلاق تم الحصول عليها قبل وقت قصير من موعد انطلاقها”.
ولفت إلى أن “منظومة الدفاع الجوي السوري تستطيع التعرف عند إقلاع طائرة، حتى لو كانت داخل إسرائيل، قبل إطلاقها، ما يمنح منظومة الدفاع الجوي السوري الروسي مزيداً من الوقت لاعتراضها”.
وكانت وكالة “سانا” السورية الرسمية للأنباء قد أعلنت السبت، أن الدفاعات الجوية تصدت لهجوم جديد على مواقع في ريف دمشق من اتجاه الجولان المحتل، فيما تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” عن أن المنطقة المستهدفة تتضمن مستودعات للسلاح والذخائر لـ”حزب الله” والميليشيات التابعة لإيران، كما تتواجد في المنطقة مقرات عسكرية لقوات النظام والفرقة الرابعة.
المصدر: المدن