وصل وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان”، السبت الماضي، إلى العاصمة السوريّة دمشق، بعد 40 يوماً من زيارةٍ مماثلة، وسط تساؤلاتٍ كثيرة عن هدف الزيارة، ولا سيما في هذه الأوقات.
وتُعتبر زيارة عبد اللهيان لدمشق هي الثانية له منذ تعيينه بهذا المنصب أواخر آب/ أغسطس الماضي.
في حين، كانت زيارته الأولى في التاسع من الشهر ذاته، عقب مشاركته في “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة” في بغداد.
في السياق، التقى “عبد اللهيان” خلال الزيارتين الرئيس السوري “بشار الأسد”، ووزير خارجيته “فيصل المقداد”، إضافةً لعدد من المسؤولين في الحكومة.
وبحسب وكالة (سانا) السوريّة الرسميّة، بحث “عبد اللهيان” مع “الأسد” سبل تعزيز العلاقات الثنائية، كما ناقش قضايا إقليمية ودوليّة، بينها الأوضاع في العراق واليمن وأفغانستان.
وحمل وزير الخارجية الإيرانيّة في جعبته مشاريعاً جديدة مُتعلقة بالاقتصاد والاستثمار والسياحة، فيما وصف العلاقات مع الحكومة السوريّة بـ«الاستراتيجية».
ويرى الوزير أن الاجتماعات الأخيرة لدمشق في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يُشير إلى أن الأوضاع قد تغيرت لصالح الحكومة السوريّة.
فيما يبدو أن الزيارتين جاءت بعد تنسيقٍ مع روسيا ولبنان، حيث تنقّل الوزير من موسكو إلى بيروت، وتوجه بعدها مباشرةً إلى دمشق.
إعادة رسم الملامح السياسيّة
الباحث والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو”، قال لـ(الحل نت): «من المرجح أن الحراك الذي يقوم به وزير خارجية إيران، يصب في عملية إعادة رسم ملامح جديدة للسياسة الإيرانيّة ذات المشروع الفارسي التوسعي في المنطقة برمتها، خاصةً بعد استلام “إبراهيم رئيسي” دفة الحكم في طهران».
ووصف “سعدو”، “رئيسي” بـ«المُتشدّد التابع كلياً لجهاز السيطرة والتحكم لدى المرشد الايراني “علي خامنئي”».
«وإذا كان “عبد اللهيان” يجري حركة سياسية دؤوبة في المنطقة، فإن غايتها ستكون إعادة الإمساك من جديد بالملف السوري، وإنجاز ما عجز عن إنجازه وزير خارجية إيران السابق»، وفق “سعدو”.
مُضيفاً أنه «بذلك، وبكل تأكيد، ينسق الوزير بالضرورة والمصلحة مع الخارجية الروسيّة، التي تحاول الضغط بقوّة على الدور التركي في ملف إدلب، بعد تمظهر المزيد من الخلافات البينية بين روسيا وتركيا، إبان فشل قمة “بوتين أردوغان” في سوتشي مؤخراً» .
وأوضح المحلل السياسي، أنه ومنذ أيام، تشهد تركيّا وإيران خلافات تتعلق بما يجري على الحدود الإيرانيّة الأذربيجانيّة، حيث تقف تركيا بقوّة إلى جانب السياسة و العسكريتاريا الأذرية.
وتابع، «سبق أن كانت حركة الدعم القويّة في المسيرات التركيّة مُساهمة في تحقيق انتصارات عسكريّة كبرى للحكومة الأذرية ضد حكومة أرمينيا، ومن ثم تضخم وازداد الانزعاج الإيراني اتجاه التغيرات التي لحقت بذلك على حدودها مع أذربيجان».
وأشار “سعدو” إلى أن إيران «تتحرك اليوم بلقاءات مكوكية وبتنيسق تمفصلي مع الروس في مواجهة السياسة التركيّة بما يخص الملف السوري بشكل أساسيٍ على أبواب اجتماعات اللجنة الدستوريّة».
في حين، تُركّز إيران في قمة أولوياتها «التموضع من جديد في سوريا، وخاصةً في الجزء الشمالي منها، بعد أن كان لها اليد الطولى فيما جرى مؤخراً في جنوبي البلاد، أي في الوصول بقضية درعا إلى ما هو عليه اليوم»، وفقاً لـ”سعدو”.
المصدر: الحل نت