يوجه جميع المراقبين اليوم. الانتباه نحو مدينة ادلب..المدينة التي باتت محاصرة بشتى أنواع وأشكال تجليات وتداعيات وتناقضات ما فجرته الثورة السورية…فهي أرض محررة ومحتلة في آن..وهي حرة ومقموعة في آن…وهي آمنة ويتربص بها الموت أيضا…وكذلك هي اليوم أمام مفترق طرق أيضا..
فقد آن أوان تقرير مصيرها… في سياق إطلاق العملية السياسية لإنهاء الملف السوري… خاصة بعد أن تم التمكن من درعا البطلة وتم إعادة أسرها..من قبل جلاوذة العصر …عصابة الأسد والأطراف المتصارعة في مقتلتنا السورية…فها هو لقاء بوتين أردوغان… قادم غدا..حيث ستجد إدلب نفسها أمام استحقاقات جديدة….
تُرى ما المآل الذي ينتظر مدينة الزيتون……؟؟؟حقيقة الأمر أنه لا أحد يمكن أن يدع أن لديه المعلومة اليقين…لكن بالمقابل..يمكن القول إن هناك معطيات كثيرة يمكن الاعتماد عليها.. ويمكن لأي متابع أن يلامس بموجبها.. مؤشرات هذا المآل الذي ينتظر المدينة…فاذا انطلقنا من الرؤية الاستراتيجية التي تم تدمير الوطن السوري من أجلها والعبث ببنيته الديمغرافية.. لصالح تجميع أكبر عدد ممكن من الطائفة السنية في ادلب..وإذا نظرنا الى المصالح الروسية التركية المشتركة..والموقف الأمريكي الضاغط لتثبيت الحالة الكيانية لقسد في الشمال الشرقي.بالإضافة إلى الخطوات المتسارعة في إعادة تعويم النظام/ العصابة….فتح الحدود بين الأردن والنظام.. وغيرها
وكذلك إذا لحظنا العمل الحثيث من أجل إصلاح مؤسسة الائتلاف وتغيير هيكليتها لتكون بمثابة هيكلية وقوام حكومة مكتملة الدوائر…وكذلك إذا لحظنا أخيراً الإعراض الأمريكي بشخص الرئيس بايدن عن مقابلة السيد أردوغان وما قابله من إطلاق يد الطرف الروسي في إدارة الملف السوري وفق آخر المعلومات…فإننا نستطيع القول…أن مدينة ادلب ستكون ساحة اتفاق ومحطة تنسيق جديدة للطرفين التركي والروسي..وذلك بإبقاء حالها على ماهي عليه..ولكن بعد إعادة تثبيت نقاط المراقبة وتأكيد الحدود الفاصلة على طول الطريقين m4–m5..وإطلاق تشغيلهما أيضا…..مقابل غض النظر من قبل الطرف التركي عما يرتب في مناطق قسد في هذه المرحلة…
ويبقى السؤال …سؤال كل ثائر….لازال يبحث عن وسيلة لإعادة ترتيب الأوراق الثورية الحقيقية…
ماذا بعد…ماذا ينتظر الوطن السوري…من مآلات بعد كل الجراح وبعد كل التفتيت والتدمير والتهجير…ولا شك أن الكيان الوليد لن يكون كما يرضاه الثوريون وكما قاتلوا من أجله…أي وطناً موحداً سيداً أرضاً وشعباً..كما يدع الفرقاء المتصارعون ووفقا للقرارات الدولية….ولذا..فلابد أن نعترف أن الثورة لازالت تحتاج الى من يقودها وينظم ويوحد قواها..ولابد أن نعترف ونعلن أن معركة التحرير لازالت تحتاج إلى إعداد جيد.. ولكنها لابد أن تنطلق… حتمًا…