فتن الأسد والوعي الوطني

خالد المطلق

تتزايد الضغوط على أهلنا في محافظتي درعا والسويداء في محاولة أخرى يائسة لإعادتهم إلى بيت الطاعة في مزرعة الأسد وهذه المرة عبر أحد أذرع المحتل الروسي المرتزق أحمد العودة الذي قدم خدماته بكل مهنية عادة ما يمتهنها أمثاله من العملاء الصغار ولعل النجاحات التي حققها العودة وزملائه في الخيانة من قادة لفصائل العار في درعا والتي تُوجت بتسليم المناطق المحررة في الجنوب السوري على طبق من خيانة لسيدهم الذي لم ينشقوا عنه يوماً بل كانوا أحد الأعين التي اخترقت من خلالها مخابرات الأسد الثورة السورية ولعل الأعين الأخرى التي ظهرت بشكل جلي منذ بدء عقد مؤتمرات العار والذل في الأساتانة وسوتشي لا تقل خطورة عن العودة وأمثاله بل كانوا المطبخ الذي شرعوا فيه تسليم المناطق المحررة في الغوطة الشرقية ووادي بردى والغوطة الجنوبية والشمال الحمصي تحت حجة مناطق خفض تصعيد فلا بقي مناطق ولم نشاهد إلا التصعيد الذي استخدم من خلاله المحتل الروسي والإيراني والأسدي جُل قوتهم العسكرية وأسلحتهم الفتاكة لإرغام أبناء المناطق تلك على الرضوخ لقرار قادة الفصائل الذين وقعوا على نحر الثورة السورية وقتل أحرارها وهتك أعراض حاضنتها الشعبية قبل تسليمهم الأرض والذي كان ليس إلا تحصيل حاصل لاتفاق وقع عليه الجميع بدماء شعبنا الذي أُريق على مذبح الحرية.

مجدداً يتحرك الروس وعصابات الأسد لزرع الفتنة بين أبناء جبل وسهل حوران بعد ان فشلوا في زرع الفتنة والشقاق بين أبناء الطائفة الواحدة  في سلسلة من الفتن التي لم تتوقف من بداية الثورة فاغتيال الشيخ البلعوس ومهاجمة معاقل رجال الكرامة وتحريض رجال الدين الذين أغرقهم الأسد ومخابراته بالفساد والإفساد كما رجال الدين في باقي المحافظات خاصة في دمشق وحلب وحمص وأصبح هؤلاء أدوات هدم للدين بدل أن يكونوا قادة لطوائفهم ساعين لتوجيه أبنائهم نحو مستقبل مشرق مبني على المحبة والتسامح والسلام بين الأديان والطوائف، ويمكن أن نقول بأن الجبل الأشم ورجاله الوطنيون استطاعوا أن يوقفوا مخططات مخابرات الأسد في الجبل وهذا تُرجم من خلال امتناع شباب الجبل بشكل عام عن الالتحاق بجيش العصابة من بداية الثورة وكان هذا الموقف المشرف له تداعياته على المحافظة فازدادت الضغوط والفتن إذ وصلت إلى ذروتها عندما نقلت عصابات الأسد عناصر تنظيم داعش من مخيم اليرموك إلى شمال مدينة السويداء والتي لم تتأخر في القيام بجريمة راح ضحيتها ذبحا بالسكاكين أكثر من مائتي مواطن سوري بريء أغلبهم من النساء والأطفال وكان رد فعل أبناء الجبل على قدر المسؤولية الوطنية التي تحملوها وبذلك تم إفشال ما خطط له الأسد ومخابراته لتوجيه رجال السويداء وبالتحديد فصائل رجال الكرامة من خلال هذه المجزرة إلى الاقتتال مع تنظيم داعش وبالتالي إضعافهم إلى مستوى يمكن السيطرة عليهم من جديد، وبعد هذه الجريمة لم يكل الأسد ولم يمل لإعادة سيطرته على المحافظة وشعبها حيث استمر في مسعاه للنيل من كل من خرج عن طاعته ويمكن أن نقول أنه فشل فشلاً ذريعاً في زرع الفتنة والشقاق بين مكونات أبناء الجبل فحاول أن يزرعها بين الجارين الحميمين أبناء السهل وبين أبناء الجبل لكنه فشل في كل مرة حاول بها عبر عملائه في مناطق التماس بين المحافظتين، نتيجة وعي شعبنا وتفهمه لألاعيب عصابات الأسد وهذا ظهر واضحًا بعد كل فتنة يقوم بها القتلة وآخرها ما حصل منذ بضعة أيام وردود الفعل الوطنية من وجهاء درعا ووجهاء السويداء ومعرفتهم بما يخطط لهم ولأبناء المنطقة وأعتقد جازماً أن أبناء حوران جبلاً وسهلاً أعطوا نموذجاً حقيقياً للتعايش والتجانس بين مكونات الشعب السوري الواحد الذي عمل الأسد وداعميه وحلفائه على إظهار ثورته أنها ثورة طائفية قام بها المكون السني وهذا ليس صحيح بالمطلق والأحداث الكثيرة التي تخللت الثورة من بدايتها دلت وبشكل قاطع أن الشعب السوري ثار في أغلب مكوناته على الطغيان والظلم ناشداً الكرامة والحرية والعيش الكريم، لكن بضعاً من المرتزقة من أصحاب الأجندات الحزبية والدينية وأصحاب المشاريع العابرة للقارات هم من أعطى انطباعاً زائفاً للعالم بأن ثورتنا قام بها الإسلاميون وما فعله هؤلاء ابتداءً من الإخوان المسلمين وداعش والنصرة وباقي الفصائل الراديكالية إنما هو مخطط نفذه هؤلاء لإعادة إنتاج الأسد وعصاباته مقابل الفتات فالثورة بيعت يوم أصبح يتحدث باسمها المصري والتونسي والسعودي والحركات والتنظيمات التي همها وسعارها على الكرسي والدولار ولو فني الشعب السوري بأكمله وليس تطبيق تعاليم الإسلام والسير على نهجه النبوة التي صدعوا رؤوس شعبنا بها ليغطوا على جرائمهم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري وخاصة المكون السني فلم نشاهد داعش أو النصرة دخلت إلى مناطق سيطرة الطوائف الأخرى خاصة العلويون الذين يدّعون الحرب عليهم وقتّلتهم وقطعت رؤوسهم كما فعلت برجالات وحرائر السنة، وأيضاً لم نشاهد تنظيم الإخوان المسلمين قد تحالفوا مع أبناء الشعب السوري الثائر بقدر تحالفهم مع نظام الملالي في طهران أعداء الشعب الثائر الذين قتلوا وانتهكوا حرمات أبناء السنة آلاف المرات نعم هؤلاء هم من يجب أن نؤشر عليهم وعلى نهجهم الذي يتوافق مع كل شيء إلا نهج وتعاليم الإسلام الحنيف فالإسلام ممارسة وليس شعارات رنانة يطلقها من يشاء ومتى يشاء والإسلام دين التسامح والعيش المشترك لجميع أبناء المكون السوري لا دين قطع الرؤوس وانتهاك الحرمات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى