فيما جائحة كورونا في أوجها وفيما العالم يناضل لأجل الخلاص منها بالعلم والعمل الدؤوب يأتي العدو الفارسي ليضيف مجزرة جديدة لسجله الإجرامي وهذه المرة في مدينة الأحواز العربية المحتلة.
لم يكتف هذا النظام الإرهابي بأخطائه الفادحة، والتي جعلت الشعوب في جغرافية ما يسمى إيران تعاني الأمرين من ويلات وقهر نتيجة السياسات العدوانية العنصرية وسرقات الاقتصاد التي تزداد يوماً بعد يوم من نظام نشر البيروقراطية والفساد المالي والإداري من أوسع أبوابه بين صغار الموظفين لأعلاهم مرتبة في القطاع الحكومي، ليتسنى للملالي الكبار القابضين على مقاليد الحكم سرقة ما يشاؤون من ثروات لا تعد ولا تحصى، لا سيما الثروات النفطية الهائلة للأحواز العربي.
إن ما حدث في الثلاثاء الأسود في ٣١/٣/٢٠٢٠ هو جريمة حرب بكل معنى الكلمة وجريمة ضد الإنسانية لقيام عناصر النظام الإرهابي بقتل محتجو سجون شيبان و سبيدار المكتظين بالسجناء. لا سيما في سجن شيبان المعزول على أطراف مدينة الأحواز والمليء بالسجناء الأحوازيين الوطنيين! فقد قام قناصة السجن بإطلاق النار مباشرة على رؤوس السجناء الأبرياء ليقتلوا ٣٠ سجين حتى يوم أمس في حصيلة أولية، فضلاً عن اندلاع النيران في أجزاء واسعة من السجن.
علماً بأن انتفاضات السجناء داخل السجون في داخل ما يسمى إيران حدث طبيعي جداً نتيجة خوف هؤلاء السجناء هذه الأيام على أنفسهم من وباء كورونا. حيث قام السجناء في كردستان المحتلة إيرانياً بالهرب من أحد السجون هناك وذات الشيء حصل في سجن مدينة تبريز الاذربيجانية وسجن مدينة همدان. حيث لم يقتل أو يجرح أي سجين بل هرب العشرات منهم بسلام وأمان.
لكن عندما يأتي الأمر لشأن عربي أحوازي فإن القوة المفرطة والقتل المتعمد يكون الحل الوحيد لنظام الملالي الطائفي العنصري.
وهذه الجريمة جاءت في ظل أوضاع استثنائية للغاية حيث تقطعت الطرق بالناس بسبب الإجراءات الوقائية المتأخرة و المتمثلة في عزل المدن عن بعضها و في ظل ارتفاع عدد الاصابات داخل ما يسمى إيران لأكثر من ٤٤ ألف إصابة حسب الإحصائيات الكاذبة للدولة والتي تخفي الأعداد الهائلة من الإصابات المؤكدة والتي لم تعد المشافي المتواضعة الامكانيات والتي تم بناء أغلبها إن لم يكن كلها قبل استيلاء نظام الملالي على الحكم قبل اكثر من اربعة عقود من الزمن!
نظام ملالي طهران أصبح عبئاً على المجتمع الدولي فأخطاؤه أصبحت لا تغتفر على كافة المستويات. وظن أنه سيتمكن من اللعب على الحبلين كما كان الحال من قبل ليدفع عن نفسه الحصار الاقتصادي الخانق، والذي أجبره على الركوع خاضعاً لكنه يناور من هنا وهناك فتارةً عن طريق حلفائه المصطنعين في المنطقة من قبيل المليشيات التي نشرها في العراق ولبنان أو التي دعمها في مختلف دول العالم، وتارةً أخرى عن طريق الصين وغيرها ممن يرون في نظام الملالي حليف أخرق يمكن الاستفادة منه ومن عناده.
من جهة أخرى، إصرار الملالي على مواصلة دعم المتمردين الحوثيين لضرب المملكة العربية السعودية وآخرها العدوان الأخير بصواريخ بالستية تصدت لها القوات السعودية جواً. ثم كشف وزير خارجية أمريكا عن دموع التماسيح التي يذرفها الملالي لرفع جائحة كورونا بنشره لمقطع مهم للرئيس بلا رئاسة حسن روحاني والذي يتمنى رفع العقوبات عن نظامهم لإكمال مسيرتهم العدوانية لا لإنقاذ الشعوب المقهورة وتخفيف آلامها في داخل ما يسمى إيران.
فالمهم لهذا النظام العدواني اكمال مسيرته في دمار سوريا وتقطيع أوصالها ليربح بضعة عقود وامتيازات تجارية قذرة جاء ثمنها مئات الآلاف من الشهداء والمعتقلين في غياهب السجون المظلمة وملايين اللاجئين والمشردين السوريين. والمهم أيضاً لهذا النظام المجرم تدمير العراق ونشر الطائفية والجهل فيه وجعله حديقة خلفية للنظام وتسخير بنوكه للسراق من المعممين الأفاقين وللتحايل على العقوبات الدولية بعد تصفية خيرة ضباط الجيش العراقي البطل وأفضل الكوادر العلمية من اطباء ومهندسين وعلماء اجلاء.
فما آن الأوان لزوال هذا النظام العنصري الذي حول دولاً عربية برمتها لتابعين أذلاء له ومحى الوئام بين المسلمين بالطائفية والتكفير. وخلق جواً من الشحناء والبغضاء وأصر على تغيير حتى عروبة الخليج العربي ليسميه فارسي وإن لم يكن يوماً فارسي! أما آن الأوان لضرب رأس الأفعى من معممين افاقين كهول تجاوز أغلبهم العقد الثامن من أعمارهم. لا سيما في ظل تفرقهم وضرب أمريكا للبيدق المفضل لدى أفاقهم الأكبر الخامنئي بتصفية قاسم سليماني. وتشتت الحرس اللا ثوري من بعده وأصبح فرقاً وراء زعمائه المشغولين جداً بحصاد سرقاتهم المليارية!
المصدر: موقع الوئام