يكفي معرفة أن معركة اليرموك الفاصلة في تاريخ العرب والمنطقة كانت في سهل حوران.
حوران حيث الدم العربي وقيم الأخلاق العربية الأصيلة لا تعرف التمييز الطائفي أو الديني؛
حوران حيث المسيحي والمسلم نبت واحد وأصالة وقيم عربية ابية واحدة؛ حوران حيث إنطلقت ثورة شعب سورية ضد الظلم والجور والقهر مع أصوات أطفال درعا؛ حوران حيث أشعلت أعضاء جسد حمزة الخطيب المشلعة المقتطعة من روحه الأبية ؛ ثورة شعب بأكمله ضد نظام القهر الامني والرعب الإستخباراتي الحاقد.
حوران هذه مرشحة لإطلاق مرحلة جديدة في عمر الثورة والصمود الشعبي بوجه النظام المجرم وأدواته القمعية؛ حوران المقاومة الصامدة رغم حصار مطبق وعدوان متفاقم عليها ؛ تؤشر لآمال مقبلة قريبة بعودة الزخم إلى الانتفاضة الشعبية لتنطلق مجددا فتعم أكثر من منطقة وأكثر من مدينة.
أن تصمد درعا وتقاوم عدوان النظام ومعه ميليشيات إيران الإجرامية الشعوبية الحاقدة؛ لهو درس لكل من دب الإحباط واليأس في عزيمته…
ان يعلن أحرار درعا موقفا واحدا : نرحل جميعا ولا نقبل عدوان المجرمين ، لهو درس بليغ لكل عصابات القتل والتهجير والإغتيال التي تمثلها ميليشيات مأجورة ترعب الناس في ادلب والرقة والجزيرة وعموم الشمال السوري..
وقفة أهل درعا الموحدة ضد الحصار والعدوان ؛ صفعة شديدة لكل الأسماء و ” الواجهات ” المزيفة التي تصدرت ما سمي معارضة سورية وراحت تتاجر بدماء الشهداء وأنين المعتقلين وعذابات المنكوبين والمهجرين !!
أما صمود أهل درعا وإعتمادهم على إمكانياتهم الذاتية المحلية متسلحين بايمان بقضيتهم وإرادتهم الصلبة ؛ فهو درس للإنتظاريين من ” الثوار ” والنشطاء والحراكيين السوريين المشتتين المبعثرين في بقاع الارض لا يزالون دونما فعالية أو تأثير في مجريات الحوادث…
إنه لدرس بليغ مفحم مقحم لكل أؤلئك الذين رهنوا قرارهم ومصائرهم بأيدي دول محيطة او خارجية تحت أية ذرائع واهية..
حتى لا تتكرر مآسي المدن السورية الأخرى فتستفرد وتحاصر وتواجه بمفردها معزولة عن المناطق الأخرى ، فتسقط تباعا بعد أن تدمر ويهجر أهلها ؛ يجب وبكل إلحاح ودقة وسرعة ؛ دخول كل الإمكانيات والقوة الوطنية المتوفرة والمتاحة وفي كل المجالات السياسية والعسكرية والإعلامية والشعبية؛ في خضم معركة حوران الراهنة حتى فك الحصار عن درعا وتراجع المعتدين..
ينبغي التصرف بحس وطني مرموق و بسرعة وشجاعة لتكون معركة صمود درعا هي معركة كل الوطنيين السوريين في كل مكان..
كيف ؟؟ أصحاب الشان هم الاعرف بالوسائل ..لا سيما اؤلئك الميدانيين في كل مناطق سورية الحرة..
قد تكون فرصة ناجزة للتخلص من سطوة الميليشيات المسلحة المجرمة في الشمال بهبة شعبية لنصرة اهل الجنوب..
ينبغي على كل الناشطين السوريين بكل مسمياتهم وتشكيلاتهم وأسمائهم وبكل توجهاتهم وبرامجهم ؛ الإعلان الفوري عن تشكيل جبهة وطنية شعبية واحدة تخوض معركة واحدة الآن عنوانها :
” حماية درعا وأهلها.”
أو فك الحصار عن درعا. .
هكذا تتم الإستفادة من تجارب ما مضى وتصحيح أخطائه الكثيرة ..
هكذا تتم نصرة اهل حوران…
وحينما ينتصر أهل حوران ستنتصرون معهم وبهم في كل أرجاء سورية…
وإذا لم تصمد درعا وتنتصر فلربما لن يمكنكم الحديث بعد عن أي تغيير محتمل مقبول في المعادلة السورية فتبقى الارادات الدولية هي التي تقرر مصائر سورية وارضها وشعبها وناسها..
إنها فرصتكم الجميلة لتستعيدوا إراداتكم من قبضة القوى الاقليمية والدولية المتاجرة بقضاياكم المحتلة لبلادكم الحامية لنظامكم المجرم…
فرصتكم لتعيدوا الإعتبار للإرادة الشعبية الذاتية بما تملك وتستطيع..وهو كثير ومهم وفعال…إن أردتم وتحركتم وتفاعلتم وفعلتم عزائمكم..
كفاكم إنتظارا لهذا أو ذاك..
كفاكم إنتظارا لحلول لن تأتي من الذين يحتلون بلادكم ويتآمرون عليها فيقسموها ويتقاسموها من وراء ظهوركم فيما يخادعونكم ويبتزونكم ويتواطؤون عليكم جميعا..
كفاكم إنتظارا وتشتتا ورجاحة ضعفكم..
في حوران الآن فرصة لكم لتسديد ضربة موجعة لميليشيات إيران المخربة التي ملأت المنطقة بالمخدرات والفساد..
حوران قلعة أخرى باقية صامدة من مدن سورية العربية المتجانسة تاريخيا وإجتماعيا فيريدون تدميرها وطمس معالمها وسيطرة ميليشياتهم عليها حماية لحدود سورية الجنوبية وحفظا لأمن العدو الإسرائيلي الذي يغطي تواجدهم وإنتشارهم ودورهم الوظيفي..عدا عن التغييرات السكانية التي قطعوا فيها أشواطا ويريدون استكمالها في حوران..
حوران التي جربت المصالحات فغدروا بها وكذب الضامنون فلم يأمن شبابها الأحرار من إغتيالاتهم المجرمة…
درعا لم تصل الى هذا المستوى من التحدي إلا بعد أن جربتهم وأعطتهم أكثر من فرصة فما كانوا إلا أنفسهم ذاتها : مجرمون حاقدون ومحتلون مأجورون لا مكان لاية إرادة شعبية بينهم..
إن لم تنصروا درعا عملانيا بكل الوسائل ؛
إن لم تعلنوا نفيرا شعبيا عاما حيث تستطيعون ؛ إذا لا قدر الله خسرت درعا معركتها فستخسرون كل معارككم وتسقطون لأجيال قادمة في مقابض الإرادات الأجنبية ضحايا تشتتكم وعدم الإرتفاع إلى مستوى المسؤولية الوطنية التاريخية المتوجبة الآن وقبل الغد.