تحولت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الى مرآة حقيقية، تعكس طبيعة العلاقة بين “حركة أمل” و “حزب الله”، ممثلين بمحازبين ومنظمين ومؤيدين، رغم الصورة المغايرة التي تجهد قيادتا التنظيمين اظهارها للرأي العام اللبناني، من خلال خطابات “الجسد الواحد”، وبعض التعميمات التي تحولت لمادة سخرية لدى الناشطين المتحررين من قيود المحسوبيات الخاصة والضيقة. المنصة” الرقمية المشتركة التي أطلقها “الحزب” و”الحركة” في تموز من العام الماضي، بعد لقاء مشترك ضم مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا ومسؤول الإعداد المركزي الحركة أحمد بعلبكي، الا دليل على أن كل عمليات “التجميل” قد فشلت والأمور باتت بحاجة لترميم وضبط وقمع. إقرأ أيضاً: «الثنائي» يُزايد على باسيل بالاستقالة النيابية..و«مظلة أمنية» لحماية السفارات! فمع كل مناسبة تتحول وسائل التواصل ملعبا مكشوفا لمباريات عنيفة، تستحضر الماضي الدفين والحاضر، وأحيانا تطال الغائب، مع فارق أن حملات الدفاع أو الهجوم من قبل فريق “أمل”، بمعظمه عفوي وبمبادرات فردية تفتقد للرؤية والامكانيات، ناجمة عن ردة فعل على حملات منظمة لها أهدافها القريبة والبعيدة يقودها خبراء في هذا المجال. هدوء الجبهات أحيانا فيه نوع من الحرب الباردة التي يجيدها الحزب الذي يحترف سياسة “كي الوعي” للشباب الشيعي تلامس الاشتباكات الخطوط الحمراء وتتجاوز القبب القمعية للمنصة، و قد يبدو من المستغرب القول، أن هدوء الجبهات أحيانا فيه نوع من الحرب الباردة أو الناعمة، التي يجيدها الحزب الذي يحترف سياسة “كي الوعي” للشباب الشيعي. وما يدور اليوم بين الجمهورين حول ذكرى رحيل الامام الخميني وذكرى ولادة الامام المغيب موسى الصدر، حيث يفصل يوم واحد بين الرحيل والولادة، ويظهر جانبا من هذه الحرب وطبيعة الاختلاف العميق، الذي يترسخ يوما بعد يوم بين القاعدتين. ففي ذكرى رحيل الخميني عبّر ناشطو “أمل” عن حزنهم وألمهم، باعتباره رجل الثورة وداعم المقاومة، وانتشرت صوره على صفحاتهم في وقت غاب الامام الصدر في ذكرى ولادته كليا، عن صفحات جمهور و محازبي الحزب، لا بل حاولوا كعادتهم التشويش على المناسبة، ما شكل خيبة أمل جديدة للحركيين، الذين كانوا ينتظرون من طلاب “وحدة الصف”، مشاركتهم بالاحتفال ب “ولادة الأمل” ومؤسس المقاومة في لبنان، فأعرب الناشط في “حركة أمل” علي عمران عن غضبه وكتب على صفحته الخاصة فيسبوك:” لبعض الحقودين بالطائفة الشيعية..بذكرى ولادة الامام القائد السيد موسى الصدر ما شفت حدا منكم تفاعل مع المناسبة، لدرجة اني حاسس كأنو لا يعنيلكم المناسبة ولا صاحبها…هلأ نحنا منعرف حقدكم بس انو عالقليلة ضحكوا علينا وحسسونا انكم مناح، لأن انتو كنتو بس بدكم تبهدلونا تجوا تقولولنا وينكم من السيد موسى قال انو انتو يابا الحريصين عالسيد وعلى فكرو ونحنا لطلعنا عاطلين بحق الامام! …وختم تغريدته:” يا ريت يرجع الامام ليشوف حقدكم”…في اشارة الى “حزب الله”. رغم العناوين والشعارات الكبيرة، فكلام القيادات يمحوه الواقع ويعكس الهوة الحقيقية بين رأس الهرم والقاعدة هذا نموذج مصغر عن حقيقة العلاقة “التاريخية”، بين قاعدتي “حركة امل” و “حزب الله”، ورغم العناوين والشعارات الكبيرة، فكلام القيادات يمحوه الواقع، ويعكس الهوة الحقيقية بين رأس الهرم والقاعدة، ويكشف النار التي لا تزال تحت الرماد.
المصدر: جنوبية