قوات تابعة لروسيا تسيطر على موقع للنظام السوري بدرعا

وسام سليم

سيطرت قوات تابعة للفيلق الثامن المنضوي في الفيلق الخامس المدعوم من روسيا مساء الجمعة على نقطة تفتيش تتبع لقوات النظام في ريف محافظة درعا، جنوبي سورية، بسبب محاولة عناصرها اعتقال شبان بهدف اقتيادهم للتجنيد الإجباري لصالح قوات النظام، في مخالفة للاتفاق الموقّع بين فصائل المعارضة والنظام السوري برعاية روسية عام 2018.

وقال الناشط محمد الحوراني لـ”العربي الجديد” إن مجموعة من عناصر اللواء الثامن داهمت نقطة تفتيش للمخابرات الجوية التابعة للنظام في مدخل مدينة درعا الشرقي، من جهة بلدة النعيمة، واشتبكت مع عناصر النقطة وصادرت أسلحتهم، دون وقوع قتلى أو جرحى.

وأوضح أن المداهمة جاءت بعد أن حاول عناصر نقطة التفتيش اعتقال شبان متخلفين عن الخدمة العسكرية من أبناء بلدة صيدا شرقي مدينة درعا، يعتقد أنهم أقرباء لقيادي في اللواء الثامن.

وأضاف أن نقطة التفتيش التي سيطر عليها عناصر اللواء تعتبر من أقوى نقاط التفتيش في المحافظة، وكان عناصرها أوقفوا عشرات الشبان المطلوبين للنظام، أو للخدمة العسكرية الإلزامية.

ونقلت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، أن النظام أشاع في محافظة درعا خبراً عن إصداره قراراً ينصّ على منح حاملي بطاقات التسوية والمصالحة مدة عام إضافي لتأجيل التجنيد الإجباري في قواته، مضيفة أنه جرى وضع شرط زيارة شعب التجنيد من أجل الحصول على ورقة التأجيل.

وحذرت المصادر من أن هذه الإشاعة قد تكون مصيدة من قوات النظام لاعتقال المطلوبين للتجنيد الإجباري، بعد امتناع شبان المحافظة عن الالتحاق بقواته، وخصوصاً الذين حصلوا على تسوية شريطة التحاقهم بقوات النظام بعد مدة ستّة أشهر أو سنة من توقيع فصائل المعارضة لاتفاق التسوية مع النظام، صيف 2018.

وكانت حكومة النظام السوري قد أصدرت عدة قرارات أخيراً على صلة بعمليات التجنيد الإجباري، ومن بينها قرارات تنصّ على مصادرة أملاك المطلوب للتجنيد الإجباري، حال تجاوزه السنّ المقررة ولم يسلم نفسه للنظام.

ويذكر أنه لم يصدر قرار واضح عن وزارة الدفاع أو مرسوم من قبل رئيس النظام ينصّ على منح حاملي بطاقات التسوية في درعا مهلة عام آخر لتسليم أنفسهم من أجل التجنيد الإجباري في صفوف النظام.

ويعتبر اللواء الثامن من أكبر فصائل المعارضة التي عقدت تسوية مع النظام عام 2018، ويعمل ضمن الفيلق الخامس الذي يعتبر يد روسيا في المنطقة الجنوبية، وكان خاض العديد من المواجهات مع قوات النظام وأجهزة الاستخبارات التابعة لها، وسقط العشرات من عناصره على يد تلك القوات.

وتسعى روسيا إلى الحد من وجود القوات الإيرانية في درعا، التي تساندها الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رأس النظام ماهر الأسد، وفروع المخابرات و”حزب الله” اللبناني.

وبدأت هذه الميليشيات بالانتشار في المحافظة منذ خروجها عن سيطرة فصائل المعارضة عام 2018، بعد اتفاق مع النظام برعاية روسية، وعملت منذ ذلك الوقت على اعتقال المعارضين لسياساتها ووجودها واختطافهم.

وعانت المحافظة منذ خروج قوات المعارضة وانتشار الميليشيات المدعومة من إيران، من عمليات التفجير والخطف والاغتيال، التي تستهدف قياديين سابقين في المعارضة وآخرين انضووا أخيراً في أجهزة النظام الاستخباراتية.

ويوم الخميس قتل الشاب فواز عبد الكريم الصلخدي من أبناء بلدة جاسم، إثر إطلاق النار عليه من قبل مجهولين في المدينة، فيما قام مجهولون بإطلاق النار المباشر في وقت متأخر من مساء الخميس على مروان رحيم المسالمة، ما أدى إلى مقتله على الفور، فيما نجا كل من عامر الراضي وضرار الشريف، من محاولة اغتيال بعبوات ناسفة زرعها مجهولون بجانب الطريق الدولية دمشق – عمان بالقرب من بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى