أعلنت روسيا طرد 20 دبلوماسيًا تشيكيًا، ردًا على طرد 18 دبلوماسيًا روسيًا، حددتهم التشيك على أنهم جواسيس، على خلفية انفجار ضخم وقع بمستودع ذخيرة عام 2014.
جاء ذلك في بيان، للخارجية الروسية، الأحد 18 من نيسان، أفادت فيه باستدعاء سفير التشييك في موسكو، ووصفت أن الخطوة التشيكية بـ “غير الودية”.
وكان رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش، ووزير الخارجية يان هاماتشيك، أعلنا السبت، 17 من نيسان، أن الحكومة قررت طرد 18 دبلوماسيًا للاشتباه في تورط أجهزة المخابرات الروسية في انفجار مستودع ذخيرة عام 2014.
وقال بابيش، “هناك اشتباه يستند إلى أسس قوية حول تورط ضباط من الوحدة 29155، بجهاز المخابرات الروسي (جي آر يو)، في انفجار مستودع ذخيرة في منطقة فربتيس”.
وفي 16 من تشرين الأول 2014، هزت عدة انفجارات مستودع الذخيرة في فربتيس الواقعة على بعد 330 كيلومترًا جنوب شرقي العاصمة، براغ، وأسفرت التفجيرات عن مقتل اثنين من موظفي شركة خاصة كانت تستأجر المستودع من مؤسسة تابعة للجيش التشيكي.
التشيك واحدة من سبع دول طردت دبلوماسيين روس منذ بداية العام الحالي، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا وبولندا وألمانيا والسويد وإيطاليا.
الولايات المتحدة والأمن السيبراني
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في 15 من نيسان الحالي، عن سلسة عقوبات تستهدف روسيا، تشمل طرد عشرة دبلوماسيين روس، وحظرًا على البنوك الأمريكية لشراء ديون مباشرة صادرة عن روسيا، بعد 14 من حزيران المقبل.
ردت روسيا في اليوم التالي، إذ أعلنت عن جملة من القرارات بينها طرد عشرة دبلوماسيين ومنع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى من دخول أراضيها، كما كشف وزير الخارجية الروسي أن موسكو نصحت السفير الأمريكي لديها بالمغادرة لإجراء “مشاورات جدية”.
ويأتي تبادل فرض العقوبات، في وقت تواصل العلاقات بين البلدين تدهورها على خلفية اتهامات الولايات المتحدة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، والتجسس وتنفيذ هجمات إلكترونية.
واستدعت الحكومة البريطانية السفير الروسي لديها، في 15 من نيسان أيضًا، على خلفية أنشطة موسكو السيبرانية، بحسب كالة وكالة “رويترز“.
وذكر بيان صادر عن الخارجية البريطانية أنه “تم استدعاء السفير على خلفية مخاوف بشأن مجموعة من الأنشطة؛ منها الاختراقات السيبرانية، والتدخل في العمليات الديمقراطية، وحشد القوات العسكرية بالقرب من الحدود الأوكرانية وفي شبه جزيرة القرم التي تم ضمها بشكل غير قانوني”.
في آذار 2018، طردت الولايات المتحدة وكندا و19 دولة أوروبية، عشرات الدبلوماسيين الروس، على خلفية قضية تسميم العميل المزدوج، سيرغي سكريبال، وابنته في بريطانيا.
كان ذلك في أوج الحملة التي قادتها لندن ضد موسكو، إذ وصل عدد الدبلوماسيين المطرودين حينها إلى نحو مئة.
إيطاليا والتجسس
طردت إيطاليا في 31 من آذار الماضي، اثنين من الدبلوماسيين في السفارة الروسية في روما بعد اعتقال ضابط في البحرية الإيطالية “متلبسًا بتسليم وثائق سرية لمسؤول عسكري روسي”، في قضية تجسس أثارت غضب روما.
وقالت الشرطة الإيطالية إن ضابطا في القوات البحرية اعتُقل خلال تسليمه وثائق سرية لمسؤول عسكري روسي، واعتقلت الشرطة العسكرية الرجلين للاشتباه في ارتكابهم جرائم خطيرة تتعلق بالتجسس وأمن الدولة.
واستدعت وزارة الخارجية الإيطالية في روما السفير الروسي، سيرغي رازوف، بينما أكدت روسيا أنها سترد بالمثل.
وأعربت الرئاسة الروسية، عن أملها في ألا تتضرر العلاقات بين موسكو وروما، جراء قرار إيطاليا طرد اثنين من أفراد البعثة الدبلوماسية الروسية لديها بتهمة التجسس.
ألمانيا وبولندا والسويد.. طرد مشترك
طردت وزارات الخارجية في بولندا وألمانيا والسويد، في 8 من شباط الماضي، دبلوماسيين روس، في خطوة وصفتها الخارجية الروسية بـ “غير الودية”.
جاء الطرد ردًا على طرد وزارة الخارجية الروسية، دبلوماسيي تلك الدول في 5 من الشهر ذاته.
طرد روسيا للدبلوماسيين سببه، بحسب رواية موسكو، هو “مشاركتهم” في مسيرات وتجمعات لدعم المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية في 8 من شباط، في بيان، إنها تعلن موظفًا في السفارة الروسية في برلين شخصية غير مرغوب فيها.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، في تغريدة عبر “تويتر“، إن بلادها طردت موظفًا في سفارة موسكو لدى استوكهولم، في “رد واضح على القرار غير المقبول بطرد دبلوماسي سويدي كان فقط ينفذ واجباته”.
وقال وزارة الخارجية البولندية، إنها اتخذت قرارًا، في إطار مبدأ الرد بالمثل وبالتنسيق مع ألمانيا والسويد، “لإعلان موظف في القنصلية العامة الروسية في بوزنان شخصية غير مرغوب فيها”.
وطردت بولندا، في 15 من نيسان الحالي، ثلاثة دبلوماسيين روس وقالت إنهم ” أشخاص غير مرغوب بهم” على أراضيها.
وذكر بيان للخارجية البولندية، أن قرار الطرد يعود إلى “انتهاكات لشروط الوضع الدبلوماسي ارتكبها الأشخاص المذكورون، إضافة إلى أعمال عدائية تهدف إلى الإضرار بجمهورية بولندا”.
وشهدت العلاقات الأوروبية- الروسية خلال الأشهر الماضية توترات بسبب قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني، وتسميم الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال وابنته على أراضي بريطانيا.
وسبق أن طردت ألمانيا موظفين اثنين من السفارة الروسية في برلين عام 2019، احتجاجًا على ما قالت إنه عدم تعاون موسكو في تحقيق حول مقتل رجل جورجي في برلين، يشتبه ممثلو الادعاء بتورط روسي أو شيشاني فيه.
أوكرانيا والخلافات المستمرة
قررت أوكرانيا طرد دبلوماسي كبير في السفارة الروسية بكييف من البلاد في 17 من نيسان الحالي، ردًا على إعلان موسكو القنصل العام الأوكراني في سان بطرسبورغ، ألكسندر سوسونيوك، “شخصية غير مرغوب بها”.
ووصفت الوزارة الإجراء الروسي بأنه “غير قانوني” ويخالف اتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية (1961) وللعلاقات القنصلية (1963).
واتهمت الوزارة موسكو بـ”الاتجاه نحو التصعيد من حدة التوتر” مع كييف، مضيفة، “ردًا على الاستفزاز المذكور، يتعين على دبلوماسي كبير في السفارة الروسية بكييف مغادرة الأراضي الأوكرانية في غضون 72 ساعة اعتبارًا من 19 نيسان”.
جاء ذلك بعد اعتقال روسيا الجمعة، سوسونيوك، في أثناء تسلمه من مواطن روسي معلومات سرية تعود إلى قواعد بيانات الأجهزة الأمنية في البلاد.
وتصاعدت التوترات بين روسيا وأوكرانيا، في ظل حشد روسيا لقواتها على طول الحدود مع أوكرانيا، وفي أراضي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو قبل سنوات.
ماذا يعني طرد الدبلوماسيين؟
“اتفاقية فيينا” (1961) للعلاقات الدبلوماسية تعطي طريقًا للحكومات، لتمكنها من طرد الدبلوماسيين الذين لا ترغب في وجودهم على أراضيها.
وينص بند الاتفاقية التاسع على أنه يحق للدولة المستقبلة، في أي وقت ومن دون تقديم المبررات لقرارها، إخطار الدولة المرسلة بأنها تعتبر أشخاصًا ضمن بعثتها الدبلوماسية في سفارتها، “غير مرغوب بهم”.
في هذه الحالة على الدولة المرسلة سحب الأشخاص المسمين، أو إنهاء خدمتهم في بعثتها الدبلوماسية.
ومن أبرز أسباب طرد الدبلوماسيين هو التجسس، أو ارتكاب جريمة جنائية، أو تجاوز الدبلوماسي حدوده من وجهة نظر الدولة المضيفة، وهذا ما حصل مع سفراء الدول الأوروبية الثلاث خلال مشاركتهم في مظاهرات روسية.
والطرد يكون على الفور، كما حصل مع طرد السفير الأمريكي السابق في فنزويلا، باتريك دادي، عندما تلقى مكالمة من الخارجية الأمريكية أنها سمعت خبر طرده من البلاد في 2008، بخطاب متلفز من الرئيس هوغو تشافيز.
ويبقى أخطر من طرد الدبلوماسيين في تدهور العلاقات بين بلدين، قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل.
ويتولى القائم بالأعمال مهام السفير في حال سفره أو طرده.
في 2012، طردت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، القائم بالأعمال السوري.
المصدر: عنب بلدي