في ذكرى الإسراء والمعراج

د.مخلص الصيادي

إحياء ذكرى الاسراء والمعراج، والتهنئة به، أصبح اليوم ذا طعم خاص ودلالة مميزة، لأنه يحمل معنى التذكير بفلسطين وإعلان الالتزام بهذه الأرض التي باركها الله وبارك ما حولها، وذكرها في قرآنه العظيم ذكر تمجيد وتسبيح، وجعلها أمانة في أعناق المسلمين إلى يوم الدين.

كما يحمل معنى الالتزام بالفلسطينيين أهل هذه الأرض المباركة والأمناء عليها، تأييدا ونصرة ودعما وتوحدا معهم في كل أطوار حياتهم ومراحل نضالهم، وهموم وأعباء هذا النضال.

حادثة الإسراء والمعراج جاءت معجزة للرسول الكريم، وامتحانا أيضا له وللمؤمنين، وكانت إعلانا من رب العالمين بمسؤولية المسلمين جميعاً تجاه الأقصى وبلد الأقصى، مسؤولية لا يمكن التخلي عنها، ولا النكوص عن القيام بواجبها، سواء كان المسلمون في حالة ضعف أم في حالة قوة، في حالة فقر وعوز أم في حالة ثراء ورفاهية.

هل يمكن للمسلم أن يتخلى عن الصلاة أو يتحلل عن أدائها، كذلك لا يمكن له أن يتخلى عن القدس وفلسطين، وقد فرضت الصلاة الإسلامية في معراجه صلى الله عليه وسلم انطلاقا من القدس.

هل يمكن للمسلم أن يتخلى عن واجبه في حماية بيت  الله الحرام، وفي إبقائه مصونا بأيدي المسلمين، كذلك لا يمكن أن يتخلى عن ذلك تجاه المسجد الأقصى وحرمة المسجد الأقصى المبارك، وقد جمع الله بين المسجدين في آية واحدة افتتح بها سورة الإسراء بقوله بعد بسم الله الرحمن الرحيم: ” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا  الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير”.

من الواجب علينا أن نجعل من هذه الذكرى مناسبة لمراجعة النفس، ولتجديد الالتزام والعزيمة على مواجهة العدوان الراهن الذي يهدد الأقصى وأهل الأقصى والأرض المباركة حول الأقصى وهي أرض فلسطين، هذا العدوان الممثل بوجود الكيان الصهيوني وبالسياسات الداعمة لهذا الكيان والمناصرة لعدوانيته.

في ذكرى معجزة الاسراء والمعراج، نحن مدعوون أفرادا، وجماعات وأحزابا ودولا، للوقوف أمام هذه الذكرى وقفة مسؤولة، لا تنظر إلى موازين الدنيا، موازين الربح والخسارة وإنما إلى موازين الآخرة، موازين الثواب والعقاب يوم لا ينفع مال ولا بنون، موازين المسؤولية أمام رب العباد.

في ذكرى الاسراء والمعراج لنعلن بوضوح مطلق أننا نقف صفا واحدا مع الأقصى ومع فلسطين، مع أهل الأقصى وأهل فلسطين،مع قدسية الأقصى وقدسية فلسطين ، مع أهل الرباط المستمر إلى قيام الساعة  في الأقصى وفلسطين ، فلعلنا بهذا الإعلان نبرئ بعضا من ذمتنا تجاه أرض الإسراء والمعارج وتجاه أهل هذه الأرض المباركة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى