استقدم الجيش التركي، مساء أمس الثلاثاء، المزيد من التعزيزات العسكرية إلى شمال غرب سورية، تزامناً مع تعزيزات جديدة من التحالف الدولي ضد “داعش” وصلت إلى مناطق “قسد” شمال شرقي البلاد، فيما قُتل عناصر من “قسد” بتجدد الهجمات من مجهولين على المليشيات في الرقة.
وذكر الناشط مصطفى المحمد، لـ”العربي الجديد”، أنّ الجيش التركي جلب تعزيزات عسكرية إلى منطقة إدلب حيث وصل رتلان بشكل منفصل؛ الأول ضم 50 آلية، بينما ضم الثاني 15 آلية، من بينها دبابات ومدرعات ومدافع، وجلها تمركز في النقاط الواقعة جنوب شرقي إدلب.
وأضاف الناشط أنّ الرتلين رافقتهما شاحنات تحمل جدراناً وعوارض إسمنتية، من المرجح أنها لدعم وتحصين النقاط التركية ودعم وتحصين التعزيزات الجديدة أيضاً، حيث أنشأ الجيش التركي جداراً من النقاط على طول خطوط التماس مع النظام السوري في إدلب.
ويأتي ذلك في ظل امتناع المدنيين عن الذهاب إلى “الممر الإنساني” الذي زعم النظام السوري افتتاحه في ناحية سراقب شرقي إدلب بهدف السماح للمهجرين بالعودة إلى المناطق التي سيطر عليها النظام سابقاً، وكان هؤلاء قد غادروا مناطقهم هرباً من بطش النظام.
وأكدت المصادر في حديث مع “العربي الجديد” عدم توجه أي من المدنيين اليوم إلى الممر الذي زعم النظام السوري افتتاحه بناحية سراقب وذلك لليوم الثالث على التوالي، نافية أيضاً ما تروج له وسائل إعلام النظام من أن الفصائل تمنع المدنيين من العودة إلى مناطق النظام.
وكان النظام قد أعلن، صباح الإثنين الماضي، عن افتتاح “ممر إنساني” في ناحية سراقب شرقي إدلب بهدف إعادة المهجرين الفارين من بطشه إلى المناطق التي سيطرت عليها قواته سابقاً بدعم من القوات الروسية والمليشيات المدعومة من إيران.
إلى ذلك، قالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن الجيش التركي المتمركز في ناحية دارة عزة غربي حلب قصف بالمدفعية مواقع تقع ضمن سيطرة النظام السوري، مضيفة أنها مواقع تضم مقرات للنظام و”قسد”، ولم يتبين حجم الأضرار الناتجة عن القصف.
وفي شمال شرق البلاد، أدخلت قوات التحالف الدولي ضد “داعش”، قافلة جديدة من المساعدات المقدمة إلى مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، وضمّت القافلة 50 شاحنة دخلت من معبر الوليد الحدودي مع إقليم شمالي العراق، ووصلت إلى قاعدة التحالف في الرميلان بمحافظة الحسكة.
وفي غضون ذلك، دهمت “قسد” مرة جديدة خياماً ضمن مخيم الهول شرقي المحافظة، واعتقلت عدداً من القابعين في المخيم بتهم غير معروفة، في حين تعرضت شاحنة نفط تابعة للمليشيات في ريف دير الزور الشرقي لهجوم بعبوة ناسفة من مجهولين بعد خروجها من حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي.
وقُتل ثلاثة عناصر تابعين لـ”قسد” جراء هجومين من مجهولين، الأول وقع ضد عنصر من المليشيات في الحي الثالث بمدينة الطبقة، والثاني وقع ضد سيارة عسكرية تابعة للمليشيات على طريق قرية السلحبية غربي الرقة. وتعرضت مواقع “قسد” بشكل متكرّر لهجمات من مجهولين في مدينة الرقة وريفها ما كبّدها خسائر بشرية.
تصعيد روسي في البادية السورية
إلى ذلك، استأنفت الطائرات الحربية الروسية صباح اليوم الأربعاء، عمليات القصف الجوي على مناطق ومواقع في البادية السورية، ولا يبدو أن هناك نتائج واضحة لتلك الغارات المكثفة والتي تجاوز عددها مائة في أقل من 24 ساعة، إذ إن هجمات تنظيم “داعش” على النظام والمليشيات التابعة له لم تتوقف.
ويأتي ذلك في ظل مساعي روسيا لبسط سيطرتها على مناطق النفوذ في البادية، خصوصاً بعد زيادة قدراتها العسكرية في مطار تدمر – على حساب القوات المدعومة من إيران – الذي تحوّل من مطار مدني إلى مطار عسكري ومحطة رئيسية لنقل التعزيزات العسكرية، من حميميم على البحر المتوسط إلى البادية.
وذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، أن الطيران الحربي الروسي شنّ صباح اليوم قرابة عشرين غارة جوية على مواقع في محيط طريق تدمر – دير الزور ومناطق في بادية الشولا جنوبي دير الزور ومناطق في ناحية أثريا بريف حماة الشمالي الشرقي، وترافقت الغارات مع استمرار عمليات التمشيط على الأرض من قوات النظام بإشراف روسي.
وأوضحت المصادر لـ”العربي الجديد” أن عمليات التمشيط التي تقوم بها قوات النظام تقتصر على الدخول إلى القرى والبلدات والتفتيش فيها ثم تفتيش المزارع والمناطق المحيطة بالمناطق المأهولة واستخدام كاسحات الألغام في تمشيط الحقول والمناطق الزراعية، وتنتهي قوات النظام من منطقة لتدخل منطقة أخرى، إلا أن تلك العملية لم تسفر حتى اليوم عن اعتقال حتى عنصر واحد من “داعش”.
وقالت المصادر إن التنظيم شنّ هجمات عدة خلال عمليات التمشيط التي يقوم بها النظام أثناء تنقل قوات النظام من مكان لآخر، وذلك أسفر في بعض المرات عن وقوع خسائر من المهاجمين، حيث قام النظام بنقل جثث قتلى من التنظيم إلى دير الزور، بينما يعتمد تنظيم “داعش” بشكل عام على أسلوب الهجوم المباغت على أرتال ومواقع النظام، وعدم التمركز في الأماكن المأهولة.
وأكدت المصادر أن هجوماً من التنظيم طاول رتلاً للنظام على الحدود الإدارية بين الرقة وحماة مساء أمس، حيث قُتل وجرح وفُقد عدد من عناصر الرتل، كما فُقدت مجموعة من قوات النظام في البادية ولم يُعرف مصيرها بعد.
من جانبها، قالت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام السوري نقلاً عن مصدر عسكري في قوات النظام، إن الأخيرة “نظفت منطقة بربر باتجاه الحدود الإدارية الجنوبية الشرقية لمحافظة حماة من فلول مسلحي “داعش”، إضافة إلى تفجير مقرات لهم ونزع الألغام التي كانوا قد زرعوها بمحاور التحرك”.
وزعم المصدر أن قوات النظام “تقدمت غرب منطقة أبو الفياض، بالمنطقة الممتدة ما بين مارينا وكتنة وعمشة وردة، باتجاه الشرق للحدود الإدارية لمحافظة حماة، بالتوازي مع تمشيط الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، محاور ريف حمص ودير الزور بتغطية من الطيران الحربي الذي يشن غارات على نقاطهم بعمق البادية”.
وبدأت قوات النظام بإشراف روسي قبل أشهر بعمليات التمشيط، ولم تتوقف تلك العمليات، ولم تسفر عن توقف الهجمات على النظام في البادية، وباتت تلك البادية مصدر تمويل لتنظيم “داعش”، من خلال استيلائه على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والطعام خلال الهجمات التي يشنّها على أرتال ومواقع النظام.
انفجار يضرب عفرين
في الأثناء، أصيب أربعة أشخاص جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إن عبوة ناسفة ملصوقة بسيارة انفجرت في شارع الفيلات بمدينة عفرين الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح متفاوتة، وأضرار مادية في المكان. وأضافت المصادر أن السيارة من نوع فان وتتبع لفصيل من فصائل “الجيش الوطني السوري”.
من جانب آخر، تحدثت مصادر عسكرية من “الجبهة الوطنية للتحرير”، عن أن مقاتلي المعارضة استهدفوا بنيران القناصة عنصراً لقوات النظام في محور قرية موخص وعنصرين في محور قرية البريج بريف إدلب الجنوبي ما أدى إلى مقتلهم، مضيفة أن الاستهداف جاء رداً على تحركات العناصر في خطوط التماس بهدف زرع ألغام في نقاط متقدمة.
وفي الجنوب، أصيب عنصر من فصائل المعارضة المسلحة “سابقاً” جراء هجوم من مجهولين طاوله على الطريق الواصل بين الحراك وناحتة في ريف درعا الشرقي.
وذكر الناشط، محمد الحوراني، لـ”العربي الجديد” أن المقاتل كان من فصيل “ألوية العمري” والتحق بعد عمليات التسوية بمليشيات الفرقة الرابعة التابعة للنظام.
وكان مجهولون قد هاجموا مساء أمس عنصرين سابقين في مدينة درعا ما أدى إلى مقتلهما، وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أن العنصرين يعملان في الوقت الحالي لصالح فروع أمن النظام والفرقة الرابعة في المدينة.
وتحدثت مصادر محلية عن مقتل ضابط من قوات النظام السوري بهجوم من مجهولين طاوله في قرية حوش نصري بريف دمشق الشرقي الخاضع لسيطرة النظام.
وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن الأهالي يتناقلون الخبر على أنه عملية تصفية ضمن قوات النظام، مشيرة إلى أن الضابط برتبة ملازم ويتبع لفرع أمن الدولة، وأغلقت قوات النظام جميع الطرق المؤدية إلى مكان الهجوم.
المصدر: العربي الجديد