تشهد مدينة حماة الخاضعة لسيطرة نظام الأسد وميليشيات الدفاع الوطني، انتشاراً مكثفاً لسيارات الأمن في أحياء المدينة “خوفاً من أي نشاط من قبل أهالي المدينة”.
وشهدت المدينة في الواحد والثلاثين من الشهر الأول كتابة عبارات مناوئة لحكم نظام الأسد على جدران حي جنوب الملعب داخل مدينة حماة من قبل مجهولين.
وقال رفيق الخالد وهو من سكان حي جنوب الملعب لتلفزيون سوريا: استيقظنا صباح يوم الأحد الموافق 31 كانون الثاني على انتشار أمني مكثف ومداهمة عدد من البيوت، بالإضافة لتشكيل حواجز طيارة وتفييش جميع المدنيين في الشارع وذلك بسبب وجود عدة شعارات على جدران الحي منها يسقط النظام، وحماة حرة، ولن ننسى شهداء مجزرة الـ 82.
حيث قام عناصر تابعون لنظام الأسد بتطويق مكان الكتابات ومنع المدنيين من الاقتراب من المكان وإحضار الدهان وقاموا بدهن جميع الجدران وإزالة الكتابات بالإضافة لشتم أهالي الحي بأقذر العبارات والتوعد بمحاسبتهم.
وجاءت الكتابات على جدران الحي قبل يومين فقط من ذكرى مجزرة حماة 82 التي كان لحي جنوب الملعب النصيب الأكبر فيها من القتل والدمار وتشريد أبنائها، كما توجد في الحي الشرطة العسكرية ويحيط به حاجز الفروسية وحاجز الإسكان العسكري.
حملة دهم واعتقالات
وبعد يومين فقط من الكتابة على الجدران قامت قوات النظام متمثلة بفرع الأمن العسكري، بتطويق حي جنوب الملعب واستقدام تعزيزات وسيارات دفع رباعي مليئة بالجنود وشنت حملة مداهمات واعتقالات حيث تم اعتقال قرابة عشرين شخصا من سكان الحي من بينهم رجال بالخمسينات من عمرهم وأطفال مدارس وقاموا بوضع دورية للأمن السياسي عند مختار الحي مهمتها منع التجمعات على دور الخبز أو الغاز وتسيير دوريات ليلية خوفا من أي تكرار للحادثة..
وأيضا تم اعتقال عدد من الشباب في حي غرب المشتل في مدينة حماة من قبل عناصر تابعين لفرع الجوية وذلك بعد نصب حاجز طيار في الحي وإيقافهم بسبب تجولهم في الحي مساء.
وقال غانم الرفاعي وهو أحد الشباب الذين أفرج عنهم بعد اعتقاله لعدة ساعات لتلفزيون سوريا: كنت أتجول أنا وأصدقائي في الساعة العاشرة مساء في حي غرب المشتل تفاجأنا بوجود حاجز طيار في الشارع على غير العادة حيث قام عناصر الحاجز بإيقافنا وطلبوا هوياتنا، ومن ثم تم اعتقالنا واصطحابنا لفرع الجوية القريب من الحي وقاموا بإرهابنا وشتمنا وتفييش هوياتنا وتفتيش ثيابنا وموبايلاتنا وسؤالنا عن سبب تجولنا في الشارع في الليل، وبعد ساعتين من التحقيق والإهانات وحرق الأعصاب أعطونا هوياتنا وأفرجوا عنا وطلبوا منا عدم الخروج ليلا خوفا علينا من الخطف على حسب قولهم..
تمزيق صور بشار الأسد
من جهة أخرى تم تمزيق صورة بشار الأسد أمام مبنى الحزب القديم بالقرب من ساحة العاصي من قبل مجهولين، حيث استفاق الأهالي على تمزيق الصور وانتشار أمني مكثف حولها وهو ما يعتبر اختراقا كبيرا للنظام كون المنطقة أمنية بامتياز..
وفي داخل مقر الحزب القديم عناصر لقوات النظام بالإضافة لوجود عناصر في ساحة العاصي وحديقة أم الحسن التي تعتبر فرعاً أمنياً بامتياز على كثرة ما تحويه من عناصر شبيحة ومخبرين زرعهم النظام داخلها..
وبسبب هذه الأحداث قام النظام بتشكيل عدة حواجز طيارة في العديد من الأحياء وتفييش المارة بالإضافة للتعميم على خطباء المساجد بتنبيه المدنيين لعدم التجول مساء في الشوارع بسبب الخطف على حسب زعمهم، وكان آخرها أمس مساء حيث تم تطويق وإغلاق حي القصور والأربعين بالكامل، وتفتيش المدنيين الداخلين والخارجين من الحي وطلب هوياتهم بالإضافة لشتائم للمدنيين.
وقال طارق الصيادي وهو مدني من سكان حي القصور لتلفزيون سوريا: إن قوات النظام السوري قامت بحملة مداهمات مساء الإثنين، متمثلة بفرع الأمن السياسي، حيث تمت مداهمة عدد من منازل حي القصور في مدينة حماة، بحثا عن مطلوبين.
وأشار الصيادي إلى أنه جاءت عدة سيارات دوشكا وسيارات أمن وقاموا بتطويق الحي بالكامل وقاموا بوضع ثلاثة حواجز طيارة في الحي، وذلك على خلفية وضع عبوة ناسفة تحت أحد السيارات التابعة لضابط من قوات النظام في الحي نفسه، ولكنها لم تنفجر حيث تم تفكيكها وتطويق المنطقة بالكامل.
ويتوقع ناشطون محليون بأن العبوة الناسفة التي وجدت في الحي هي لتصفية ثارات بين الشبيحة وليس للمدنيين علاقة فيها كما هو ظاهر.
غضب وتذمر من الأهالي
ويعيش سكان مدينة حماة حالة من الغضب والتذمر بسبب التشديد الأمني المستمر منذ ثلاثة أسابيع، حيث تسبب التشديد الأمني من قبل الحواجز بتعطيل أمور المدنيين وخاصة الموظفين والطلاب بسبب الطوابير المليئة بالسيارات والتي تقف لفترات طويلة بانتظار دورها في التفتيش.
وقال ماجد الشيخ طه وهو طالب جامعي يدرس في الجامعة الوطنية على طريق حمص حماة لتلفزيون سوريا: منذ سنة لم نشهد تفتيشاً وتدقيقاً مثلما نشهده الآن في الأسبوعين الأخيرين، حيث إن التفييش والتدقيق الحاصل هذه الفترة أنهكنا، فهذا شهر الامتحانات لدينا والتأخير ليس من صالحنا حيث يقوم حاجز الأمن العسكري بايقاف جميع السيارات للخارجين والداخلين إلى مدينة حماة وتفتيشهم وتفييش هويات المدنيين مما يسبب ازدحامات خانقة على الحاجز وانتظارا يصل أحيانا لأكثر من ربع ساعة لحين وصول دورنا، ويسبب لنا أحيانا حرمانا من الامتحان بسبب التأخير.
ويتخوف النظام من ثورة شعبية جديدة ضده بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي تعيشه المدينة وأزمات الخبز والغاز والمازوت وخاصة بعد اقتراب الانتخابات الرئاسية مما يدفعه لوضع عناصر تابعين له في الشوارع كعمال نظافة أو بائعين متجولين أو بائعي البسطات ووضع سيارات شبيحة كل مترين وخاصة في الأسواق والشوارع الرئيسية في المدينة كحي المرابط والدباغة.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا