درعا: النظام ينسحب. والميليشيات الإيرانية تتمدد

انسحبت قوات النظام السوري والقوات الروسية المرافقة لها من مدينة طفس في الريف الغربي من محافظة درعا. وأكدت مصادر محلية ل”المدن” الجمعة، خلو المدينة من أي تواجد عسكري للنظام أو القوات الروسية.

وأشارت إلى إنعقاد اجتماع بين وفد النظام واللجنة المركزية في طفس، حضره من جانب النظام رئيس اللجنة الأمنية في محافظة درعا اللواء علي أسعد ونائبه اللواء حسام لوقا ورئيس فرع الأمن العسكري لؤي العلي وقائد شرطة درعا مجحم الدندل وضباط من القوات الروسية.

وكانت الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام ترافقها عربات من الشرطة الروسية دخلت طفس الخميس، وانتشرت عند مشفى المدينة والمجلس البلدي، ورافقتها أيضاً تغطية إعلامية من قبل وسائل الإعلام التابعة للنظام والموالية لها.

وانسحبت قوات النظام إلى نقاط تمركزها في ريف درعا الغربي. وقال الضابط السابق في الأمن السياسي العميد منير الحريري ل”المدن”، إن موافقة النظام على عقد التسوية مع اللجان المركزية حول مدينة طفس “جاءت تحت ضغط روسي، ومن أجمل تجميل صورته كونه مقدم على انتخابات رئاسية”.

وأضاف الحريري أن النظام يعمل فقط على تعزيز حواجزه العسكرية في ريف درعا الغربي، ولن يتقدم عسكرياً في مناطق التسويات وخفض التصعيد قبل إجراء الانتخابات.

وأشار العميد السابق في شعبة الأمن السياسي إلى ارتفاع وتيرة الاعتقالات في أنحاء درعا من أجل الإفراج عن المعتقلين قبل الانتخابات. وقال: “النظام مستعد اليوم لتقديم ما يسميها بإصلاحات كبيرة من أجل دعم الحملة الانتخابية الرئاسية لبشار الأسد، وكل ذلك يأتي تحت ضغط روسي كبير”.

وأضاف الحريري أنه بالتوازي مع هذا الأمر تتمدد الميليشيات الإيرانية في ريف درعا. وقال: “لا يوجد أي رادع يقف أمام تمدد الميليشيات الإيرانية في كل أنحاء سوريا وليس في درعا فقط،  فهذه الميليشيات ليست جيشاً نظامياً، إذ أنها تتكون من متطوعين من جنسيات مختلفة ولها أهداف مختلفة عن أجندة النفوذ الروسي في سوريا”، مشيراً إلى أنها تعتمد على تجارة وتهريب المخدرات من أجل تمويل نفسها.

واعتبر أن تمدد الميليشيات الإيرانية في سوريا يشكل خطراً كبيراً على مستقبل البلاد وأي حل سياسي كونها “متفلته” ولا تخضع للقرارات الدولية.

وكانت “اللجنة المركزية” والنظام السوري توصلا بحضور وفد روسي إلى اتفاق لوقف التوتر. ونص الاتفاق على موافقة الطرفين على منع حدوث تهجير لأبناء محافظة درعا إلى الشمال السوري، والاكتفاء بخروج المطلوبين من المنطقة الغربية بكفالة عشائرهم مع بقائهم داخل المحافظة، إضافة إلى السماح لقوات “الفرقة الرابعة” بتفتيش عدد من المزارع الجنوبية لمدينة طفس، بحضور أبناء المنطقة، لضمان عدم حدوث أي انتهاكات بحق المدنيين وممتلكاتهم.

من جانب آخر، شهدت درعا اشتباكات ليلية جراء هجوم شنه مجهولون على مواقع قوات النظام في المربع الأمني لمدينتي الصنمين ونوى غرب وشمال المحافظة. واستُخدمت خلال الهجوم قذائف “آر بي جي” وأسلحة رشاشة من دون معلومات واضحة حول خسائر الطرفين.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى