“عاصفة الرعد” الإسرائيلية جنوباً: مناورة ضد التفاوض مع إيران!

في حين تستمرّ الخروقات الجوية والبحرية للسيادة اللبنانية بشكل يومين، يبدأ جيش العدو الإسرائيلي اليوم مناورة عسكرية على الحدود مع لبنان، باسم “عاصفة الرعد”. فقد أعلن الناطق باسم ​الجيش الإسرائيلي، ​أفيخاي أدرعي، أنه “سيقوم اليوم بمناورة عاصفة الرعد لتعزيز الجاهزية لسيناريو أيام قتالية على الحدود مع ​لبنان​، وتستمرّ حتى يوم الأربعاء، حيث ستشهد منطقة الحدود مع لبنان حركة ناشطة لقوات الأمن​ وسيتم نشر عدد من الحواجز على بعض الطرق من دون إغلاقها”.

وفي تغريدة له على تويتر، قال أدرعي إنّ المناورة “ستفحص ما تم استخلاصه من عِبَر نتيجة بعض الأحداث التي وقعت على الحدود في الصيف الأخير. كما ستتدرّب القوات على عدد من السيناريوهات، تتضمن سيناريوهات يوم قتالي، وسيواصل الجيش نشاطاته لتعزيز جهوزيته على الحدود مع لبنان انطلاقاً من مهمته في الدفاع عن مواطني الشمال”.

الصواريخ الدقيقة

وفي السياق نفسه، أعلن وزير الاستخبارات الإسرائيلي ايلي كوهين أنّ العدو “يولي ملف ​الصواريخ​ الدقيقة أهمية ولدينا طرق سرية لمواجهتها”، مشيراً الى أن “المحور الإيراني يواصل التموضع لاستهداف إسرائيل من جنوب ​سوريا​”. ولفت كوهين إلى أنّ “إيران لم تتخل عن البرنامج النووي وزادت الجهود لتطويره. وهي تعتبر ​الاتفاق النووي​ المخرج الوحيد وتريد العودة إليه”، معلنا عن أنّ “العمليات الإسرائيلية تقلّص حجم التموضع الإيراني وتحدّ من قدراته”. كما نشر كوهين على “تويتر” مقطع فيديو لانتشار ميليشيات جيش المهدي في بغداد مشيراً إلى أنّ أتباع مقتدى الصدر يتمركزون في جميع مناطق بغداد بآلياتهم المسلحة ويقيمون نقاط تفتيش إلخ، هذه هي حقيقة العراق الذي أصبح مثل لبنان تحت هيمنة ميليشيات بأمر إيراني. لبنان والعراق صارا من الماضي للأسف”.

ومن جهته، هدد وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، اللبنانيين، بـ”دفع ثمن باهظ” إذا اندلعت معركة على الجبهة الشمالية الإسرائيلية. ونقل موقع “I24 news” الإسرائيلي عن غانتس قوله “إذا فُتحت جبهة في الشمال، فإن لبنان سيدفع ثمناً باهظاً في ظل الأسلحة المنتشرة في التجمعات المدنية”.

وأضاف غانتس: “نحن لا نتردد في إلحاق الضرر بالتموضع الإيراني قرب حدودنا. وحسن نصرالله يدرك جيداً أن قراره بناء مخابئ للذخيرة والصواريخ يعرضه ويعرض اللبنانيين للخطر”. وتابع قائلاً: “على الحكومة اللبنانية أن تعلم ذلك وتتحمل المسؤولية، وإسرائيل تعمل باستمرار لمنع تموضع إيران قرب حدودها”، مهدداً حزب الله اللبناني، بأن إسرائيل ستفعل ما في وسعها لمنع تحول لبنان إلى “دولة إرهاب”.

مخازن حزب الله

ولا يزال موضوع الصواريخ الدقيقة، بحسب الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين، المادة الرئيسية للغارات المتتالية التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف في سوريا. كما تمحورت حملات الضغط الإسرائيلية مؤخراً على جملة من الأهداف في لبنان، قال مسؤولو العدو إنها تجسّد مصانع ومخابئ لصواريخ دقيقة تابعة لحزب الله. فكانت صور الخرائط الجغرافية التي استعان بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبعدها أدرعي نفسه الذي ينشط على تويتر منذ أشهر على هذا الصعيد.

لكن اللافت أيضاً كان التغريدة التي نشرها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، وقال فيها “إنه لأمر رائع أن نرى المستوى المتقدم لعمليات الموساد وهي تضرب أعداءنا في البلدان المجاورة. اليوم ، يترّدد العديد من حلفاء حزب الله فيما يجب أن يفعلوه في لبنان. نحن في كل مكان وندافع عن مصالحنا الوطنية. إنه لأمر مثالي تماماً ضرب أعدائنا بشكل غير مباشر”.

وبهذه الأجواء والادّعاءات، يسير طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة على خطّ من التوتر المتفاوت منذ أشهر، في خروقات برية وأخرى جوية إضافة إلى عمليات خطف رعيان لبنانيين. في حين أنّ المفاوضات غير المباشرة مع العدو حول الحدود البحرية والبلوكات النفطية قد توقّفت.

 

المصدر: المدن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى