من المنصة الأممية.. الرئيس الشرع يتعهد بإعادة بناء الدولة ومحاسبة مرتكبي الجرائم

ألقى الرئيس السوري أحمد الشرع خطاباً شاملاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، استهلّه بالتأكيد على أن “الحكاية السورية” هي صراع أبدي بين الحق والباطل، وأن الشعب السوري دفع ثمناً باهظاً في سبيل الحرية والكرامة. وصف الشرع ما عانته سوريا خلال عقود من حكم النظام السابق، من قتل وتهجير وتعذيب وتدمير واسع، مبرزاً الأرقام المروّعة: نحو مليون قتيل، وتهجير 14 مليون إنسان، وهدم ما يقارب من مليوني منزل.

وتعهد الرئيس السوري بإعادة بناء الدولة السورية على أسس قانونية ومحاسبة كل من تلطخت يداه بدماء السوريين، مؤكدًا التزامه بسياسة تقوم على الحوار والدبلوماسية.

جرائم النظام المخلوع

أكد الرئيس السوري أن النظام السابق ارتكب أبشع الجرائم باستخدام البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية في أكثر من200 هجوم موثق، بالإضافة إلى سياسات الإفقار والتعذيب الممنهج وإشعال الفتن الطائفية واستقدام الميليشيات الأجنبية. وأوضح أن كل هذه الممارسات لم تُسكت صوت الشعب، بل دفعته إلى تنظيم صفوفه وخوض معركة تاريخية انتهت بإسقاط منظومة إجرام استمرت ستة عقود.

 النصر والتحول

أبرز الشرع أن العملية العسكرية التي أسقطت النظام اتسمت بالرحمة والتسامح ولم تستهدف المدنيين، مؤكداً أن النصر كان لصالح المظلومين والمغيبين والمهجرين قسراً. وقال: “لقد انتصرنا لأمهات الشهداء والمفقودين… وانتصرنا لكم جميعاً أيها العالم”، مضيفاً أن سوريا اليوم تحولت من “بؤرة أزمات” إلى فرصة تاريخية لتحقيق الاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة.

 تحديات المرحلة الانتقالية في سوريا

حذر الشرع من محاولات أطراف داخلية وخارجية إثارة النعرات الطائفية ومشاريع التقسيم، لكنه شدد على وعي الشعب السوري وحرصه على وحدة البلاد. وكشف أن الدولة شكّلت لجاناً لتقصي الحقائق وسمحت للأمم المتحدة بالمشاركة، متعهداً بتقديم كل من تورط في سفك دماء السوريين إلى العدالة.

التهديدات الإسرائيلية

توقف الشرع عند التهديدات الإسرائيلية المستمرة منذ ديسمبر الماضي، معتبراً أنها محاولة لاستغلال المرحلة الانتقالية، وأكد التزام سوريا باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، داعياً المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانبها في مواجهة المخاطر واحترام سيادتها.

ركائز السياسة الجديدة

استعرض الرئيس السوري ملامح السياسة السورية بعد سقوط النظام، والتي تقوم على ثلاث ركائز:

  •  الدبلوماسية المتوازنة
  • الاستقرار الأمني
  • التنمية الاقتصادية

وأشار إلى تشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق حوار وطني جامع، وإنشاء “هيئة وطنية للعدالة الانتقالية” وأخرى للمفقودين. كما أكد إعادة هيكلة المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة، إضافة إلى تعزيز العلاقات الدولية وبدء رفع العقوبات تدريجياً، مع دخول شركات إقليمية ودولية للاستثمار في إعادة الإعمار.

سوريا الجديدة

شدد الشرع على أن سوريا اليوم تبني مؤسسات دولة القانون، الضامنة للحقوق والحريات، لتطوي صفحة الماضي البائس وتعيد للسوريين عزتهم وكرامتهم. وأعلن من على منبر الأمم المتحدة: “اليوم أعلن أمامكم انتصار الحق على الباطل… وها هي سوريا تعود إلى موقعها الذي تستحق بين أمم العالم”.

الامتنان والدعم الإقليمي

توجه الرئيس بالشكر لكل من دعم الشعب السوري في محنته، وخصّ بالذكر تركيا وقطر والسعودية إلى جانب الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 الموقف من غزة

اختتم الشرع خطابه بتأكيد تضامن سوريا مع أهل غزة، داعياً إلى إيقاف الحرب فوراً، ومشدداً على أن الشعب السوري الذي ذاق مرارة الحرب أكثر من غيره يقف إلى جانب المظلومين في كل مكان.

وأنهى الرئيس أحمد الشرع كلمته بالتأكيد أن “الحكاية السورية لم تنتهِ”، بل تفتح فصلاً جديداً عنوانه: “السلام، الازدهار، والتنمية”.

المصدر: تلفزيون سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى