رفع العقوبات ليس حلًا سحريًا

بسام شلبي

من حق الشعب السوري ان يفرح برفع العقوبات الظالمة التي اثرت عليه أضعاف أضعاف ما أثرت في النظام الساقط..

من حقنا ان نفرح كثيرا بعد ان صمنا عن الافراح دهرا…

و لكن أيضا يا أحبائي أنبهكم الى عدم الانجراف مع المبالغات الخيالية التي يروجها البعض عن قصد او غير قصد..

فرفع العقوبات ليس حلا سحريا سينقلنا بين يوم و ليلة الى مصاف الدول الغنية.. و لا في شهر و لا سنة او بضع سنوات.. انها خطوة مهمة و مدخل واسع الى الانفراج و الحل فقط.. لكن الطريق الى الهدف طويل و صعب و مليء بالمطبات القاسية..

فحجم الدمار الذي طال قطاعات مهمة مثل النفط و السياحة و الزراعة.. كبير و استعادتها تحتاج وقتا ليس قصيرا.. و من اهم العقبات التي ستقف في وجه التنمية في سورية هي نقص الكوادر البشرية المؤهلة و تخلخل التوزيع السكاني نتيجة الحرب التي شنها النظام الساقط على الشعب السوري و ما خلفته من خسائر بشرية اولا سواء بالقتل او التهجير الداخلي او الخارجي.. و بالتدمير المادي و البنية التحية ثانيا

و من اهم العوامل التي هي شرط أساسي لنجاح المحاولة هي الحكم الرشيد و الحوكمة العلمية المحترفة.. و لا اظن انها ستتحقق بدون التقدم على طريق الديمقراطية و توسيع المشاركة السياسية و التوازن ما بين التقدم في المشروع السياسي بالتوازي مع المشروع الاقتصادي..

و من اهم المطبات في الطريق ايضا هي الشروط الكثيرة التي وضعت على سورية مقابل رفع العقوبات وكذلك خطر تغير المزاج الدولي و الاقليمي بعد مرور فترة شهر العسل.. فالوضع الجديد لن يروق لكثير من الدوائر و الاطراف في الادارة الامريكية و الغرب وحتى في الاقليم.. و لن تكف عن محاولة ايقافه او تخريبه..

لكن كلنا امل في الله اولا بشعبنا العظيم ثانيا و بالقيادة الجديدة ثالثا..

 

المصدر: صفحة بسام شلبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى