العقوبات على سورية تؤخر انطلاقة “الإخبارية السورية”

أعلن مدير قناة “الإخبارية السورية”، جميل سرور، أن العقوبات الدولية المفروضة على مؤسسات الإعلام الرسمية في سوريا، كانت السبب الرئيس وراء تأخر انطلاق البث التلفزيوني للقناة، مشيراً إلى أن القناة اضطرت إلى البدء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بانتظار إيجاد حلول تقنية بديلة.

وجاء هذا التصريح بعد أسابيع من انطلاق القناة ببث تجريبي عبر منصات التواصل، بدأ في 29 آذار/مارس الماضي، بالتزامن مع الإعلان عن تشكيل الحكومة السورية الجديدة. وتم خلال ذلك اليوم بث نحو خمس ساعات متواصلة، في خطوة قالت القناة إنها ترمي إلى إعادة تعريف الإعلام الرسمي بما يتماشى مع ما وصفته بـ”سوريا الجديدة”، ومخاطبة الداخل والخارج بلغة مهنية حديثة.

عقوبات غربية 

وكانت وكالة “سانا” الرسمية السورية، أفادت بأن القناة كانت تستعد للانطلاق الرسمي في 13 آذار الماضي، بالتزامن مع الذكرى الرابعة عشرة لانطلاق الثورة السورية، إلا أن العقوبات الغربية، ولا سيما المفروضة على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، حالت دون تأمين تردد على قمر “نايل سات”. ووفق سرور، فإن هذه القيود حالت دون الوصول إلى البنية التحتية الضرورية للبث الفضائي، ما اضطر الفريق إلى اعتماد السوشيال ميديا كمنصة بديلة.

كوادر سورية

ورغم التحديات، أكد سرور أن القناة اعتمدت بشكل كامل على كوادر سورية في الجوانب التحريرية والفنية، مع الاستعانة ببعض الخبراء الدوليين لتقديم استشارات محددة. كما أشار إلى أن فريق العمل تمكن من بناء هوية بصرية جديدة، تهدف إلى تقديم صورة مختلفة للإعلام الرسمي، رغم تهالك المعدات وضعف الموارد.

وحسب سرور، تسعى “الإخبارية السورية” للترويج لمحتوى إخباري متوازن وموثوق، في وقت تواجه فيه وسائل الإعلام الرسمية فقداناً كبيراً للمصداقية بين جمهورها بسبب النظام البائد. كما وضعت القناة معيار “الخبرة والكفاءة” شرطاً أساسياً للانضمام إلى طاقمها، مع إقصاء من تورطوا في الأعمال العسكرية ضد المدنيين خلال سنوات النزاع.

وكان تأخر انطلاق البث الفضائي أثار موجة انتقادات في أوساط السوريين، خصوصاً في ظل محدودية مصادر الأخبار عبر التلفزيون داخل البلاد، وانتقد البعض اعتماد الحكومة المؤقت على “تيليغرام” كمنصة رئيسية لنشر الأخبار، في وقت ما يزال فيه جزء كبير من الجمهور يفضل المتابعة عبر القنوات الفضائية.

بديل عن البث الفضائي

ورغم غيابها عن الأقمار الصناعية، نجحت القناة في تحقيق حضور رقمي واسع، إذ يتابع صفحتها الرسمية في فايسبوك أكثر من 1.7 مليون مستخدم، وتنشر عبرها تقارير إخبارية ومقاطع فيديو بشكل يومي، مع تركيز على القضايا المحلية والمعيشية.

ويبدو أن “الإخبارية السورية” تراهن على هذا الحضور الرقمي لتعويض غيابها عن الشاشة، إلى حين تأمين منصة فضائية، وهو ما قد يبقى رهناً بتطورات العلاقة بين دمشق والمجتمع الدولي، وبتحولات السياسة الإعلامية في مرحلة ما بعد الأسد.

المصدر: المدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى