ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 35 شهيداً و94 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية، ما رفع حصيلة العدوان إلى 44211 شهيداً على الأقل، و104567 جريحاً منذ السابع من تشرين الثاني/أكتوبر 2023. ترافق ذلك مع عمليات قصف جوي ومدفعي عنيف استهدفت مخيم جباليا والمناطق المجاورة له، ومنطقة مشروع بيت لاهيا.
التخابر مقابل الحياة
وفي ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي إلى سكان غزة. مخيّرهم بين “الحياة” أو”الدمار والموت”، قال: “أناشد سكان غزة، يمكنكم اختيار الحياة وضمان مستقبلكم ومستقبل عائلاتكم أو التشبث بالدمار والموت”. حيث جدد عرضه المادي بقيمة 5 ملايين دولار لمن يكشف معلومات عن أماكن المحتجزين في القطاع، معتبراً أنه بذلك يحاول “الاستفادة من كل فرصة”.
أولوية قصوى
في المقابل، أكدت حماس مساء الأحد، أن وقف الحرب الإسرائيلية على غزة هو “الأولوية القصوى” بالنسبة للحركة، مشدّدة على أنها لن تقبل بتفاهمات لا تؤدي إلى وقف العدوان.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها القيادي في حماس سامي أبو زهري، وشدّد من خلالها على أن “وقف العدوان يمثل لنا أولوية قصوى ولن نقبل بأي تفاهمات لا تؤدي إلى إنهاء معاناة شعبنا، وعودتهم إلى بيوتهم، وإعادة الإعمار الكامل في القطاع”. ودعت الحركة “جماهير شعبنا الفلسطيني إلى تصعيد كافة أشكال المقاومة ضد الاحتلال”. وقال أبو زهري: “لليوم 415 يواصل الاحتلال حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزة”، مشيراً إلى أن “حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال تتزامن مع الموقف العربي والإسلامي الذي يتسم بالضعف والخذلان”.
حصار مستمر
وأبقت قوات الاحتلال على حصارها المحكم على مناطق شمال القطاع، إذ لا تزال تمنع وصول المواد الغذائية والطبية إلى تلك المناطق التي لا تزال مأهولة بالسكان رغم عمليات التهجير القسري.
وفي مدينة غزة، استمرت الهجمات العنيفة التي خلّفت شهداء وجرحى، كما تواصلت عمليات النزوح القسري من حي الشجاعية شرقي المدينة، بعد إنذارات الاخلاءات من جيش الاحتلال، بحيث اندفع السكان بما فيهم أطفال ونساء وكبار سن حاملين أمتعتهم تحت زخات المطر إلى مناطق تقع في وسط وغرب المدينة، باحثين عن مناطق تأويهم من ظروف الجو القاسية. وأدى المنخفض الجوي إلى تضرر خيام النازحين ومراكز الإيواء.
استهداف المنظومة الصحية
وفي اليوم الـ415 للحرب، تعمّد الجيش الإسرائيلي استهداف مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، وفجر “روبوت مفخخ” ما أسفر عن إصابة مديره الدكتور حسام أبو صفية، الذي رفض إخلاء المستشفى رغم التهديدات الإسرائيلية.
وفي ظل شح الوقود وتدمير البنية التحتية، جدد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مناشدته وتحذيراته من كارثة صحية قد تعصف بالقطاع، مع تزايد الحاجة لتشغيل المستشفيات ومحطات توليد الأكسجين. وفي سياق متصل، أصدر الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، الأحد، بياناً، عن حالة عمل الدفاع المدني في القطاع والخسائر التي تكبدها منذ بداية الحرب بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر، الذي أدى إلى استشهاد 87 شخصاً وإصابة 304 واعتقال 21 عنصراً من طواقم الدفاع المدني بينما دمّر الجيش الإسرائيلي مخزون الدفاع المدني بالقطاع من سيارات ومعدات بقيمة مليون و300 ألف دولار، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوضح البيان أن معظم مركبات الدفاع المتبقية تعطلت عن العمل والحركة في “محافظة غزة” لليوم الـ18 بسبب عدم توفّر الوقود اللازم لتشغيلها، مشيراً إلى استمرار إيقاف منظومة الدفاع المدني كلياً عن العمل واحتجاز مركباته في شمال القطاع لليوم الـ33، بينما دمّر جيش الاحتلال 17 مركزاً ومقراً، و56 مركبة بينها 12 مركبة إطفاء وإنقاذ، ومركبتين إنقاذ تدخل سريع، و4 مركبات صهريج مياه و3 مركبات إسعاف ومركبة سلم إنقاذ هيدروليكي و13 مركبة إدارية.
وشملت الاستهدافات الإسرائيلية 6 استهدافات مباشرة لمراكز الدفاع المدني، و18 استهداف للطواقم أثناء عملها الميداني.
المصدر: المدن