تظاهرات تقام في السويداء على وقع انفجارات صباحية

ليث أبي نادر

احتشد المئات من المحتجين والمحتجات، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوبي سورية، لليوم 310 من الاحتجاج المتواصل من دون أي انقطاع أو توقف عن المطالبة بإسقاط النظام والتغيير السياسي وفق القرار الدولي 2254. وكان أهالي المدينة قد استفاقوا في ساعات الصباح الباكر على وقع انفجارات عدة هزت بعض أحياء المدينة، ليتبين أنها أصوات قنابل يدوية ألقيت في محيط ساحة الكرامة.

وكانت هذه محاولة الترهيب الثانية خلال الأسبوعين الأخيرين، حيث وجد المتظاهرون قنبلتين معدتين للتفجير صباح يوم الجمعة 7 يونيو/ حزيران الحالي. وقال أحد المكلفين حراسة ساحة الكرامة، لـ”العربي الجديد”، إنه ليست جديدةً على ساحة الكرامة هذه المحاولات من البعض لإخافة الناس ومنعهم من التظاهر، وغالباً ما حاولت لجنة التنظيم التستر على بعض الأعمال الترهيبية، ولكن الغريب أن تحصل هذه الانفجارات في أماكن محاذية للساحة، لا تبعد سوى أمتار قليلة عن مبنى قيادة الشرطة ومبنى المحافظة المجاور لها، وكأن رماة هذه القنابل يعلمون مسبقاً أن حرس الشرطة والمحافظة لن يتعاملوا معهم أو يمنعوهم، وفق قوله.

وأضاف: “الجديد في هذه الأعمال أنها أصبحت متكررة ومباشرة، وتوحي للجميع أن السلطة تقوم بأعمال تخويف ممنهجة عبر أدواتها من العصابات ومن أعداء الساحة”. وكانت أعداد الوافدين إلى ساحة الكرامة تتزايد في جمعة تولى فيها أهالي المدينة التنظيم والاستقبال للوفود المشاركة من ريف السويداء، وتحت شعار “كلنا سورية” في محاولة منهم لإشراك كامل أطياف وفئات الشعب السوري في ساحة الكرامة، وإرسال موقف من الساحة إلى جميع السوريين، مفاده أن هذه الساحة مستمرة في المطالبة بحقوق الشعب السوري مهما حاولت سلطات الأمر الواقع إسكاتها وإفشالها.

وفي السياق، أشار علاء منذر، أحد المنظمين لتظاهرات اليوم، لـ”العربي الجديد”، إلى أن هذه “المفرقعات” التي تستخدمها السلطة عبر أدواتها لن تثنينا عن مطالبنا بإسقاط هذا النظام، ولن تحيّدنا عن نهجنا السلمي وسعينا الدائم لنقل صوت أهلنا السوريين في كل مكان إلى العالم، وعلى من يقف خلف هذه المحاولات الاقتناع بعدم جدوى تصرفاته الصبيانية، فنحن صمدنا في وجه “داعش”، و”النصرة”، وكل العصابات الأمنية، والتاريخ يؤكد أن كل هذه المحاولات تجمعنا وتقربنا، على اختلاف مواقفنا، من بعضنا أكثر”. وتابع: “اليوم حضورنا ليس سوى رد آخر على محاولات السلطة وأزلامها”.

أما الدكتور جمال الشوفي فقال لـ”العربي الجديد”: “يعتقد بعض الرعاع ومأجورو الأجهزة الأمنية أن قيم الحرية والكرامة يمكن أن تنتهي بمحاولاتهم ترهيب متظاهري ساحة الكرامة وسط السويداء، كما حدث بوضع قنابل فيها من مدة أو رمي قنابل ليل أمس على محيطها، لكن للعلم، الحرية والكرامة مشروب سوري يومي كما القهوة، وفي السويداء هي معادلة الأرض والعرض، أي معادلة الانتماء وقيمه الوطنية الفطرية التي تولد مع الرضيع وتنمو معه”.

وأضاف الشوفي: “ساحة الحرية الكرامة هي خلاصة التعبير الشعبي عن الرفض المطلق للعنف، والحرب، وآلة القتل والإجرام والاعتقال التي تمثلها سلطة النظام. وتراجع عدد حضور المتظاهرين فيها لا يعني التخلي عنها، بل لأسباب جلها اقتصادي، يتعلق بالمواسم ومتابعة الأعمال اليومية، ومنها عدم تحقيق خطوات ملموسة في حل الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي السوري”.

وختم بالقول: “مطلب الساحة وكل السوريين، سواء حضروا فيها أم تضامنوا معها بوجدانهم ورسائلهم التي يرسلونها يومياً، هو التغيير السياسي، ووقف الجريمة، وعصابات الخطف، والاتجار بسورية، وتاريخها، ومستقبلها، وإخراج كافة قوى الاحتلال والمليشيات الطائفية منها. ونقول بالفم الملآن للمأجورين والذين أضاعوا تاريخهم وفقدوا أدنى قيم الكرامة ومشغليهم أيا كانوا: السويداء قالت وتكرر: “نحنا طلعنا وما في رجعة هاي آخر قرار. وهذا قرار شعبي عام”.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شعبنا الحر بالسويداء يستمر بإنتفاضته وثورته السلمية ضد نظام طاغية الشام لليوم الـ 310 بالرغم من محاولات النظام للإرهاب بتفجيرات مفتعلة للمرة الثانية، شعبنا يحمل أهداف ثورتنا ومطالب شعبنا بالحرية والتغيير السياسي، الف تحية وإكبار لهم.

زر الذهاب إلى الأعلى