بعد أعوام عجاف داخليا خلال واحد وأربعين عام عمر جمهورية إيران اللا إسلامية اقتصاديا وأمنيا و اجتماعياً وقضائيا و في مجالات البيئة و حقوق الإنسان و العدالة الإجتماعية، اليوم و تحديدا خلال عام مضى، عصفت بإيران تهديدات كبيرة و متنوعة من الخارج، اكبر حجما و اكثر تأثيرا من كل ما واجهت ايران حتى الآن، حيث كل ما حاول النظام ان يعالج مشكلة واحدة، ضربت استقراره عدة مصائب أخرى، معظمها كبيرة، أفقدته توازنه حتى اصبح غير قادر على فعل شيء لمعالجة أي منها و إعلانها فقط، وبقي كعادته يوجه التهم يمين و يسار للخارج و الداخل لأعداء موهومين الذين يوصفهم ويسميهم الأعداء و الخونة.
خلال العام الماضي و كذلك في النصف الأول من٢٠٢٠ فقط كثرت التفجيرات الكبيرة و الخطيرة في المؤسسات فوق السرية التابعة للجيش و الحرس، كما لفيلق القدس و قادته و لحلفاء النظام من المرتزقة التي لا تحصى ولا تعد، و نذكر بعضها ومنها قتل قائد فيلق القدس و معه قائد الحشد الشعبي العراقي، الأمر الذي اضعف كثيرا مناورة الجناح الخارجي للحرس الإرهابي، و المليشيات الإرهابية العراقية و ابتعاد العراق و مناصري خامنئي الشيعة خصوصا عن ايران حتى اقترب العراق تماماً من الأمريكان بعد انتفاضة اكتوبر العراقية ومجيء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وتقليم حوافر مليشيات خامنئي.
بجوار ذلك في سورية القصف شبه اليومي الإسرائيلي على مليشيات ايران و قتل كثير من قادة الحرس و المليشيات الأفغانية و الباكستانية و العراقية و مليشيات حزب الله و تدمير للأسلحة الإيرانية المخزنة في سورية دون ان تتجرأ ايران بإطلاق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل.
الحصار الإقتصادي على حزب الله و حلفائه في الحكومة اللبنانية و سقوط سعر الليرة اللبنانية وثورة الجماهير اللبنانية على حزب الله و إيران والمضايقات التي للحزب تبعًا للحصار الأمريكي، أما الحوثيين في اليمن فمع استمرار محاولات النظام لنقل الأسلحة و الصواريخ لهم لكن تراجعت صواريخهم بسبب مراقبة قوات و تفتيش السفن الإيرانية من قِبَل التحالف الدولي في بحر العرب و ضربات التحالف العربي لمراكزهم القيادية و تخزين تركيب صواريخهم طائراتهم الإدرون بدون طيار ومتابعة الجيش اليمني مطاردة مقاتليهم في كل المحافظات التي بيد الحوثيين بالإضافة الى اعلان الأمريكان انصار الله الحوثيين منظمة ارهابية، كما وسبق للأمريكان بإعلان حزب الله و مليشيات ايران الارهابية ايضا.
و عودةً لدخول الحرب الإلكترونية في الداخل والتي تقودها و تنفذها امريكا و اسرائيل فكانت على أشدها في الأسبوعين الأخيرين و التي تسببت لضربات مؤثرة لصناعة الصواريخ في معسكر پارچين و مركز تخزين احدث الطرود المركزية التي كانت تنتظر النصب قريبا في مفاعلات نطنز أصفهان لتنقل ايران لصنع قنبلة نووية خلال اشهر قليلة و بتفجير هذه الطرود تأخرت ايران لمدة عام على الأقل لوصولها لإنتاج أول رأس نووي مع النظر الى وجود عناصر تجسس اسرائيلية مازالوا يفجرون هذه المؤسسات.
بالإضافة الى التفجيرات الحرائق و التفجيران الأخيرة اشتعلت النيران عمداً في الغابات و المزارع و البتروكيماويات في معشور و مركز الطاقة العملاق في حي الرزقان في الأحواز.
وننهي هذا التقرير بالإشارة الى المظاهرات و التحصنات و التجمعات الإجتماعية و السياسية في مدن الأحواز خصوصاً لعمال قصب السكر و المعلمين و عمال البلديات و شركات المياه و الكهرباء بالإضافة الى إغلاق الطرق العامة والإمتعاض من القمع الذي تتخذه السلطة في الأحواز و خصوصا والإغتيالات المتعددة في الشوارع.
المتابع لكل هذه الأحداث يرى دون صعوبة ان العمر الافتراضي لهذا النظام اقترب من نهايته، وبدفعة للشارع الإيراني للتحدي والخروج للشوارع خصوصا في المدن الكبرى للقوميات ومنها الأحواز و سنندج و تبريز، سيهتز النظام هزة كبيرة، يمكن توسعها بسرعة لتنقلب سونامي سياسي ينتج عنه تغيير جذري في ايران سياسيًا و حتى جغرافيا و تاريخيا.
المصدر: المركز_الإعلامي_لجبهة_الأحواز_الديمقراطية (جاد_الأحواز )