بعد لقاء وزيري الدفاع الإسرائيلي والأميركي ارتفعت وتيرة الهجمات الإسرائيلية على سوريا ولبنان مما يكشف عن موافقة واشنطن على بدء الحرب على “حزب الله”.
يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلال الحرب ضد “حزب الله” والنظام الإيراني إلى تحقيق هدفين، الأول القضاء بمساعدة الولايات المتحدة على التهديدات الإيرانية التي تأتي من الميليشيات التابعة لطهران. أما الهدف الثاني لنتنياهو الذي يواجه حملة واسعة من الرأي العام الإسرائيلي للاستقالة من منصبه، فهو توفير مبرر لاستمرار الحرب وبذلك البقاء في السلطة.
خلال الأيام الأخيرة من عطلة رأس السنة الإيرانية الجديدة، وبينما كان النظام الإيراني منهمكاً بالتخطيط لمنع الاحتفالات في اليوم الـ13 من أعياد السنة الإيرانية، دكت المقاتلات الإسرائيلية مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق وسوته بالأرض.
وكانت القوات الخاصة الإيرانية المدججة بالسلاح تقف أمام بوابات الحدائق العامة لمنع المواطنين من الاحتفال، وفي النهاية شهدنا أن النظام حل به العزاء بعد مقتل عدد من كبار قادة “قوات قدس”، منهم محمد رضا زاهدي ومساعده محمد هادي حاجي رحيمي وخمسة من قوات الحرس الآخرين.
وكانت إسرائيل استهدفت مراراً قادة “الحرس الثوري” وقواعد النظام في سوريا ولبنان، لكن الفرق هذه المرة كان في الهجوم على مبنى دبلوماسي في البلد المستضيف، مما ينتهك “اتفاقية جنيف” حول العلاقات الدبلوماسية، أي إن الاعتداء الإسرائيلي على القسم القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق يمكن اعتباره هجوماً على الأراضي الإيرانية، وتقع مسؤولية حماية المبنى على البلد المستضيف أي سوريا. لكن لماذا يستخدم المبنى الذي له وجهة استخدام معلومة ويجب أن يكون غير عسكري، من جانب قادة “الحرس الثوري” المنتمين إلى مؤسسة عسكرية؟.
وكانت تل أبيب أعلنت أن هزيمة حركة “حماس” لا تعني القضاء على جميع التهديدات الصادرة من الميليشيات التابعة للنظام الإيراني ضد إسرائيل، وكنا شهدنا منذ بدء الحرب في غزة، اشتباكات متفرقة بينها و”حزب الله”.
وكانت هجمات “حزب الله” ودعمه لـ”حماس” تراوحت في حدود بعينها لمنع حرب إسرائيلية شاملة على لبنان.
ويعلم النظام الإيراني أن هدف تل أبيب هو إرغامه على الحرب لذلك تجنب أي رد فعل عدا ما تفعله المجموعات المنتمية لطهران في المنطقة، رداً على الهجوم الذي وقع في اليوم الـ13 من رأس السنة الإيرانية.
من خلال بحث تطورات الأسبوع الماضي في المنطقة، خصوصاً في سوريا ولبنان، يمكن مشاهدة صورة عامة لما حدث من هجوم استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، إذ قتل خلال أقل من أسبوع قرابة 50 شخصاً من الإيرانيين وعملائهم في سوريا، فالخميس الماضي استهدف مستودع للصواريخ تابع لـ”حزب الله” في جنوب حلب وقتل على أثره 36 شخصاً، وقتل قبلها بيوم واحد 13 شخصاً خلال هجوم في دير الزور شرق سوريا بينهم مسؤول كبير في “الحرس الثوري”.
يمكن أن نعتبر الهجمات التي اشتدت بعد لقاء وزيري الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت والأميركي لويد أوستن علامة على موافقة أميركا على بدء الحرب الإسرائيلية ضد “حزب الله”.
وعلى رغم القلق الأميركي من الهجوم العسكري الإسرائيلي على رفح جنوب غزة، أعلنت وسائل الإعلام العالمية أن إدارة جو بايدن وافقت على نقل قنابل ومقاتلات إلى إسرائيل بقيمة مليارات الدولارات.
هذه الكمية الكبيرة من الأسلحة لا يبدو أن إسرائيل تحتاج إليها للهجوم على رفح، لكن هل تستخدم في الحرب ضد “حزب الله” اللبناني؟.
ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلال الحرب ضد “حزب الله” والنظام الإيراني إلى تحقيق هدفين، الأول القضاء بمساعدة الولايات المتحدة على التهديدات الإيرانية التي تأتي من الميليشيات التابعة لطهران. أما الهدف الثاني لنتنياهو الذي يواجه حملة واسعة من الرأي العام الإسرائيلي للاستقالة من منصبه، فتوفير مبرر لاستمرار الحرب وبذلك البقاء في السلطة.
لإسرائيل حدود مع لبنان وغزة وسوريا وتحولت هذه الحدود خلال الأعوام الماضية إلى مركز لاستقرار القوات المنتمية للحرس الثوري الإيراني.
وارتفعت الشهر الماضي حصيلة قتلى “الحرس” في سوريا أكثر من أي وقت مضى، فالهجمات الدقيقة والمدروسة لإسرائيل ضد منازل قادة “الحرس الثوري” وأماكن تجمعاتهم واجتماعاتهم تكشف عن شرخ أمني كبير في سوريا.
أما تكرار هذه العمليات وارتفاع عدد القتلى الإيرانيين أو من القوات المنتمية لهم في سوريا حوّل هذا البلد إلى منطقة خطرة وغير مستقرة.
وتلقى رئيس النظام السوري بشار الأسد دعوة لحضور اجتماعات الجامعة العربية ويسعى إلى تطبيع علاقاته مع العالم العربي.
يجب أن ينسحب الإيرانيون من سوريا، إذ إن استمرار الهجمات الإسرائيلية وانعدام الأمن لقوات الحرس الثوري يؤديان إلى خروج هذه القوات من سوريا بالتدريج وبكلفة قليلة جداً.
مضى اليوم الـ13 من السنة الإيرانية الجديدة في وقت يبدو أن العام الجديد لن يكون عاماً سهلاً للنظام الإيراني.
وهناك مثل إيراني يقول “العام المبارك معلوم من ابتدائه”.
نقلاً عن “اندبندنت فارسية”
المصدر: اندبندنت عربية
كان لقاء وزيري الدفاع الصهيوني والأميركي ضوء أخضر لرفع وتيرة الهجمات على سوريا ولبنان و البدء بحرب على “حزب الله”، إنفتاح نظام طاغية الشام على الأنظمة العربية يتزايد من منحه قسم من ملف الحجاج السوريين ودعوته لحضور مؤتمر قمة البحرين، فهل الهجمات الإسرائيلية على قواعد وشخصيات إيرانية تساعده لإخراج الإيرانيين من سورية؟ .