مقدمة
تدرس هذه المقالة العلاقة المتبادلة بين الهوية المجتمعية -ولا سيّما خليط الطائفية والقومية- وآليات تشكيل الدولة في الشرق الأوسط. تربط وجهة نظر العلوم السياسية المهيمنة الدولَ القوية والشاملة بالقوميّة، في حين إنّ الدول الضعيفة أو غير الشاملة تكون على العكس من ذلك؛ إذ قد تتبنى هويات ما دون الدولة مثل الطائفية (Wimmer 2002). ومن المرجح أن تكون هذه التوقعات صحيحة على المدى التاريخي الطويل، مع أنها من المستبعد جدًا أن تستنفد الاحتمالات، حيث تتموضع السياسة “القائمة بالفعل” في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “بين” القطبين. وتسعى هذه الورقة للكشف عن هذه الديناميات الأكثر تعقيدًا.
تجمع الورقة بين الدراسات حول الهوية وتكوين الدولة، من أجل تحديد المتغيرات الرئيسة اللازمة لفهم العلاقات المتبادلة بينهما. وتحدد أولًا السياق البنيوي الذي تشكّلت فيه الدولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أي التصدير المعيب (الممتلئ بالعيوب) لنموذج دولة ويستفاليا إلى المنطقة. وسنعاين بدقة التحولات والتبدلات الرئيسة الناتجة من تشكيل الهوية، وتحديدًا العلاقة المتبادلة بين القومية والطائفية، وتأثيرها في تكوين الدولة، ثم نعكس التحليل لدراسة تأثير تشكيل الدولة في الهوية. ثم نلخَّص هذه النتائج من خلال إطار بنائي constructivist للتحليل. بعد ذلك، يُطَبَّق الإطار في دراسة حالة سورية التي يسمح تغيرها بمرور الوقت، في كلٍّ من الهوية وتشكيل الدولة، باستكشاف تكوينها المشترك. لا يسعى التحليل إلى إثبات الفرضيات السببية، بل إلى توليد سردية أولية انتقائية تسترشد بالإطار، حيث يمكن القول إنها خطوة أولى ضرورية نحو المشروع السابق.
يمكنكم قراءة البحث كاملًا من خلال الضغط على علامة التحميل أدناه:
المصدر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة