يبدو لي أن كل ما حدث في غزة وتداعياته منذ السابع من تشرين الأول كان خارج كل التوقعات. وكأننا في مركب يسير بسرعة خيالية ويبتعد كل دقيقة لتصبح محطته السابقة مغرقة في القدم.
حماس لم تكن – ربما – تتوقع أن تتمكن بعمليتها العسكرية من إيقاع مثل تلك الخسائر التي أوقعتها بإسرائيل.
اسرائيل لم تكن تتوقع أن تتمكن حماس من احتلال العديد من مستوطنات غلاف غزة وخصوصا مستوطنة ناحال عوز مقر الفرقة العسكرية المسؤولة عن مستوطنات غلاف غزة. وأن تقتل وتأسر كل تلك الأعداد من الجنود والمدنيين المستوطنين.
حماس لم تكن تتوقع أن يكون رد فعل اسرائيل بذلك العنف الذي لم يسبق له مثيل وأن تجند فيه اسرائيل كل قوتها العسكرية وأن تكون مستعدة للقتال لأشهر طويلة وأن تقوم بتدمير معظم المنشآت والأبنية في غزة وتهجر شعبها نحو مساحة محدودة في الجنوب كمرحلة أولى فيما يطل خطر التهجير خارج غزة برأسه اليوم .
اسرائيل لم تكن تتوقع تلك المقاومة العنيدة القوية التي أوقعت الآلاف من الجنود بين قتيل وجريح ودمرت ما يقرب من نصف الآليات المستخدمة في الهجوم .
حماس لم تكن تتوقع أن محور المقاومة لن يهب لنجدتها بمستوى الحدث المصيري بل سيكتفي بمشاغلة محسوبة ومحكومة لإسرائيل لا تؤثر بصورة جدية في الحرب .
الغرب والولايات المتحدة لم تتوقع أن تفشل اسرائيل في القضاء على حماس خلال ما يقرب من ستة أشهر .
لا أحد كان يتوقع أو ينتظر أن يتحرك العالم كله وتصل المظاهرات الكبيرة لواشنطن وباريس ولندن وغيرها وأن ينقلب الرأي العام الغربي الذي تم إشباعه بسردية المظلومية اليه ودية والديمقراطية الاسرائيلية ليصبح داعما لغزة والفلسطينيين. كل ما جرى ويجري لم يكن متوقعا.
وإذا تجرأنا قليلا فيمكننا القول وكذلك ما سيكون عليه الحال بالنسبة لسورية، ربما تنقلب الأحوال بطريقة غير متوقعة وبين عشية وضحاها، يبدو أن تلك طبيعة المنطقة والأيام حبلى.
المصدر: صفحة معقل زهور عدي
يقال بإنه بيدك فتح المعركة زماناً ومكاناً ولكن لا يمكنك التحكم بمسارها ونتائجها ونهايتها، وهذا الذي كان بطوفان الأقصى توقعات وإحتمالات المقاومة الوطنية الفسطينية لحجم النتائج المحققة ولا حجم ردة الفعل الصهيونية وحلفائها ، وكذلك الكيان الصهيوني اصطدمت بشراسة المقاومة وقوة صمودها، قراءة موضوعية.