إن الاتهامات الموجهة الى العلامة السيد علي الأمين مردودة على أصحابها، وعار عليهم، أيا كانوا، ومهما كانوا. ولا تسيء للعلامة الكبير بشيء من الأشياء، أو بحال من الأحوال، وإنما ترتد إليهم وعليهم، والى النظام القائم، والعهد الحالي الذي خلق مناخا صالحا لها. الإفتراء على السيد الأمين «لن يمر مرور الكرام»! محاولات بائسة بينما هو وسام استحقاق على صدره. إن هذه الاتهامات عارية عن الجدية والصدقية، وتشكل محاولة بائسة وتعيسة لمن وضعهم شعبهم قبل المجتمع العربي والدولي في قفص اتهام لن يستطيعوا الخروج منه أبرياء أبدا، وسيذهبون إلى غياهب الخزي والعار الأبدية حتما. إنهم يحاولون التهجم والتعدي على رموز العقل والاعتدال والأصالة، لأنهم عروا منطقهم الزائف على مدى عقود، وحدوا من تفشي أوبئة التطرف والغوغائية والحقد الديني الاعمى وواجهوا موجات التدجيل والتضليل السياسي والاخلاقي على الناس في الداخل والخارج، كما كشف اتجارهم وتربحهم بشعارات مضللة ومتطرفة، لا هدف لها سوى اشعال نيران الفتن الدينية والوطنية بين ابناء الوطن والأمة، خدمة لقوى وأطراف دولية واقليمية، لا تقل ضررا وخطرا عن العدو الصهيوني، لو كانوا يعقلون. إن ذهنية ومنهجية الاتهام الكيدي التي يعكسها هذا المنهج إنما هي عقلية (أسدية) بامتياز، ترى الجميع بمنظور ضيق (إما أن تكون معي، وإما أن تكون متهما) أي إما أن تكون تبعا لي، وإما أن تكون مدانا سلفا، ومهددا بالقتل والإعدام. هذه هي العقلية التي حكم بها آل الاسد الشعب السوري، وأعدموا بها آلاف الأحرار والمفكرين والاصلاحيين ورجال الدين والعقيدة الأوفياء لدينهم وأمتهم ومسؤوليتهم الشرعية. عقلية أهلكت البلاد والعباد. إن ذهنية ومنهجية الاتهام الكيدي التي يعكسها هذا المنهج إنما هي عقلية (أسدية) بامتياز، ترى الجميع بمنظور ضيق إما أن تكون تبعا لي، وإما أن تكون مدانا سلفا، ومهددا بالقتل والإعدام الافتراء على رموز الاعتدال والتسامح وللأسف فإن ما يدعو للعجب أن يظهر في (لبنان القوي) هذا الاتهام الافترائي على رمز من رموز الاعتدال والتسامح والسلام ، مقدما قرينة حسية على وجود تيار يسعى لنقل وزرع العقلية – الأسدية في لبنان، ومنهجها الإجرامي والعدمي في الحكم على الأشياء والأمور، بما تنطوي عليه من مخاطر الفتنة، وتهديد السلم، وخنق فضاء لبنان الحر، وتدمير أهم مقومات وجوده واستمراره، وتميزه عن جواريه العربي والصهيوني في آن معا. وما يؤكد هذا الخطر أن الاتهامات المختلقة من هذا النوع لم تعد عرضية واستثنائية، بل تتوسع يوميا، وتتوزع يمنة ويسرة، ولا تقتصر على العلامة الأمين، ولا على فئة محددة، بل تتعداه الى مدونين وكتاب وصحافيين وناشطين بالجملة، لأن الهدف هو تكميم الأفواه، وتحطيم الأقلام، ونشر مناخ الخوف والرعب الذي ساد في سورية وايران والعراق، وكل مكان طغى فيه الظلم وتضخمت أنوية الحكام المستبدين العليا، لأنه المناخ الذي يزدهر فيه الاستبداد وينتعش الفساد، وتتلاشى الحرية. اقرأ أيضاً: «الغدر» بالسيد الأمين: غابت السلطة.. لعب «حزب الله»! إنني أعرب عن استنكاري الشديد وشجبي لكل محاولة إساءة للعلامة السيد علي الأمين، وأعلن تضامني المبدئي معه. لأن الاساءة له عدوان على الأحرار والشرفاء في لبنان وسورية، وعموم بلدان المنطقة، واتهامه بأي تهمة باطلة من هذا النوع إنما هو اسفاف وافتراء وعدوان علينا جميعا، لا ينبغي التساهل معه، نحن الذين نحمل ونتبنى وندافع عما بقي من قيم ومبادئ الحرية والتعايش والتسامح وحقوق الانسان في النقد والمعارضة والمخالفة والدعوة للإصلاح والعدالة والعقلانية التي نخشى أن تنهار، كما انهار كل ركن من أركان لبنان، وكل مقوم أساسي من مقومات الحياة الكريمة.
المصدر: جنوبية