أكد المركز الإعلامي لجبهة الأحواز الديمقراطية (جاد) أنه ” بمناسبة هذا اليوم العالمي المميز ، نهنئ و نبارك أبناء شعبنا العربي الأحوازي و أبناء أمتنا العربية و جميع المتكلمين بهذه اللغة الجميلة ، متمنين لهم مستقبلا مليئ بالتقدم و الازدهار و الاستقرار .
هناك مقولة تقول : ” اذا اردت ان تقضي على شعب ، فاقضي على لغته “.
من كان يتابع و مطلع على القضايا العربية عموما و على القضية العربية الأحوازية خصوصا ، يرى أن هذه المقولة هي ما تطبق فعليا في الأراضي العربية الأحوازية المحتلة
و على شعبها الذي يرزح تحت مظالم المحتل الإيراني و ذلك منذ سنة 1925 ، و خلال السنوات الثمانية و تسعون سنة من عمر المحتل ، قد عانى و لايزال يعاني من سطوة سياسات النظامين المتتاليين الإيرانية ، حيث عملوا تلك الأنظمة بكل ما أوتيا من قوية قهرية في محاولة لمنع استمرارها و تمييع اللغة العربية ، لغاية طمس الهوية العربية للشعب المستَعمَر و مسح ذاكرة أبنائه و تاليا نسيان تاريخه و حضارته التي تمتد لآلاف السنين قبل الميلاد ، و اتخاذ إجراءات تعسفية و توظيف جميع الوسائل و الطرق ، لمحاربة الناطقين بهذه اللغة التي هي بالأساس تكون لغة الآباء و الأجداد ، بعد أن تم منع تعليمها في المدارس مذ بداية الاحتلال الغاشم إلى يومنا هذا و هذه الممارسات سار مفعولها و وصلت إلى درجة ، حتى شملت كل نواحي الحياة اليومية للمواطن العربي الاحوازي ، على سبيل المثال ، بما فيها منع تسمية المواليد الجدد ، أسماء عربية ، هذا ناهيك عن تغيير اسماء المدن و بعض القرى العربية و الساحات و المراكز العامة و الشوارع و الدوائر الحكومية ، و لابد أن نذكر القارئ ، أن هذه السياسة اللا إنسانية و الاقصائية ، لم تتخذ فقط بحق أبناء الشعب الأحوازي ، إنما نفذت تجاه أبناء الشعوب الغير فارسية ، ك الشعب التركي في اذربايجان المحتلة و الشعب البلوشي و الشعوب الأخرى ، و الاسباب الرئيسة وراء هذه السياسات ، هي حقيقة العداء التاريخي و الحقد الدفين و النزعة الفوقية و العنصرية التي مورست و تمارس ضد هذه الشعوب و التي تتم بشتى الطرق و الأساليب البغيضة .
-هنا لابد أن نشير إلى تعريف اللغة من حيث مكانتها ، اللغة هي نسق من الإشارات و الرموز ، تشكل أداة من أدوات المعرفة ، و تعتبر اللغة أهم وسائل التفاهم و الاحتكاك بين أفراد المجتمع في جميع ميادين الحياة. و بدون اللغة يتعذر نشاط الناس المعرفي . ترتبط اللغة بالتفكير ارتباطًا وثيقًا ؛ فأفكار الإنسان تصاغ دومًا في قالب لغوي ، حتى في حال تفكيره الباطني.-1)
-في إطار دعم و تعزيز تعدد اللغات و تعدد الثقافات في الأمم المتحدة ، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي — عُرفت سابقا باسم إدارة شؤون الإعلام — قرارا عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم بالاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. و بناء عليه ، تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول/ديسمبر لإنه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190(د-28) المؤرخ 18 كانون الأول/ديسمبر 1973 بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية و لغات العمل في الأمم المتحدة.
تُعدّ اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية. و هي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً و استخداماً في العالم ، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة . و يتوزع متحدثو العربية بين المنطقة العربية و عديد المناطق الأخرى المجاورة ك تركيا و تشاد و مالي و السنغال و إرتيريا ، حيث أن للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين ، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن) ، و لا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. كما أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية و الفكرية اليهودية في العصور الوسطى .2)
بالرغم من مرور عشرات العقود من الاحتلال ، الا أن شعبنا العربي الاحوازي ، أبى أن يسكت على السياسات القمعية و القرارات المجحفة الصادرة بحقه من قبل الأنظمة الإيرانية و كل تلك المحاولات الاذلالية و الأساليب القهرية و الإهانات المتعمدة و المغرضة التي توجه إليه من مصادر الاعلام الرسمي ، و بالمقابل عبر الشعب عن استيائه و احتجاجه عدة مرات من خلال انتفاضات شعبية ، حفاظا على و دفاعا عن هويته القومية و الحضارية ، و قدم أثناء تلك الانتفاضات العشرات من الشهداء و المعتقلين ، و بهذا اثبت أنه شعب يرفض تواجد المحتل كيفما كانت تركيبته و ألقابه و سيظل يقاوم كل سياساته الإجرامية و لم يتراجع يوما عن مطالبه في انتراع حقوقه المسلوبة و الدفاع عن كرامته و حريته “.
ستظل اللغة العربية هويتنا العروبية نفتخر بها ، وألف تحية لشعبنا العربي بالأحواز رغم الإحتلال الفارسي بحدود المائة عام ما يزال محافظاً على هويته العروبية ولغته العربية .