لقادة إسرائيل: لا توقفوا الحرب.. نحن أمام مرحلة حاسمة لـ75 سنة مقبلة

أيال زيسر

صفقة المخطوفين التي وافقت عليها إسرائيل، خطوة مهمة في طريق إعادة الأبناء إلى الديار، والحديث يدور هذه المرة عن أمهات وأطفال. ما يؤلم القلب أن بيوت الكثيرين منهم خربت في هجمة حماس بل إن بعضاً من أبناء عائلاتهم لم ينجوا. لكن المخطوفين سيعودون إلى حضن شعبهم الذي سيستقبلهم بعناق حار.

عودتهم إلى الديار هي أقل ما يمكن للدولة أن تفعله من أجلهم بعدما تركتهم لمصيرهم ولم تمنحهم الحماية والأمن. هذه خطوة واجبة، تحظى بتأييد واسع في الرأي العام. وعليه، ينبغي العض على الشفتين في ضوء التنازلات التي تنطوي عليها هذه الصفقة وريح الإسناد التي تعطيها لحماس، والمواصلة إلى الأمام.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى أين الآن؟ من ناحية حماس، الجواب واضح: “التدحرج” إلى وقف نار دائم وإنهاء جولة المواجهة الحالية، مع استمرار حكمها لقطاع غزة، سواء في جنوب القطاع حيث لم تعمل قواتنا، وفي المستقبل انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، من مدينة غزة ومحيطها أيضاً.

هذا، اغلب الظن، هو المنطق الذي وجه يحيى السنوار للموافقة على الصفقة. صحيح أن الحديث يدور عن معتوه مجرم، وحياة الإنسان لا تقدم عنده ولا تؤخر بما فيها حياة الغزيين. ومع ذلك، له خطة عمل مرتبة وأهداف يسعى لتحقيقها. أولاً وقبل كل شيء، أن يخرج منتصراً من الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف تصفية حماس وإزاحتها من غزة. وإن بقاء منظمته – حتى ولو بثمن تدمير القطاع وموت الآلاف من سكانه – هو إذن صورة النصر التي يسعى إليها.

حساب السنوار، وحساب قطر التي تعمل بتكليف منه ومن أجله، بسيط: هم يعولون على آلية ستتطور في الميدان، تؤدي فيها الهدنة في المعارك تداولات في الصفقة التي على الطريق، وضغط دولي متصاعد وتعب في الجانب الإسرائيلي إلى وقف نار دائم وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة. إذا كان هذا هو منطق السنوار وهدفه، فعلى إسرائيل أن تفعل كل شيء كي لا يفلح فيه.

لقد جاءت صفقة المخطوفين بينما كان الجيش الإسرائيلي على شفا تحقيق الحسم في المعركة. كانت الخطوة العسكرية تجري جيداً وتحقق أهدافها رغم المخاوف المسبقة. مدينة غزة حوصرت من كل جهاتها، وقوات الجيش الإسرائيلي آخذة في السيطرة عليها. الناطقون بلسان الجيش والحكومة وعدوا بالتوجه نحو جنوب القطاع أيضاً، وعندما يحصل الأمر ستصفى قدرة حماس على العمل كقوة عسكرية منظمة، بخلاف إرهاب الأفراد. وإضافة إلى ذلك، ستنهار منظومات الحكم لديها، التي تحكم القطاع بواسطتها. غير أنه على شفا الحسم، يتعاظم خوف من أن يفلت هذا من أيدينا.

وصلت إسرائيل إلى حافة الحسم والنصر مرات كثيرة جداً في الماضي القريب والبعيد، وتوقفت في اللحظة الأخيرة، قبل خمس دقائق من الساعة 12. يتذكر الجميع قول دافيد بن غوريون في نهاية حرب الاستقلال عن “البكاء للأجيال” – قرار الحكومة رفض الاقتراح الذي تقدم به إليها في الشروع في خطوة عسكرية تستهدف تحرير القدس واحتلال “يهودا والسامرة”.

إسرائيل، كما هو معروف، أنهت حرب الاستقلال دون السيطرة على “يهودا والسامرة”، وبالمناسبة على قطاع غزة أيضاً، الذي كان بوسعها أن تحتله في المراحل الأخيرة من الحرب. هكذا أيضاً في حرب يوم الغفران، التي توقفنا فيها، تحت ضغط أمريكي، قبل أن تحسم ويهزم الجيش الثالث الذي كان محاصراً من قواتنا. وهكذا سمحنا لمصر بالاحتفال بـ “نصر” لم يكن بالمعركة مع إسرائيل. وفي النهاية، هكذا أيضاً في حرب لبنان الثانية، حين أوقفت النار بينما كان “حزب الله” في موقف وتكبد خسائر وأضراراً جسيمة.

هناك من يرون في الحرب الجارية في غزة بمثابة “حرب استقلال وانبعاث” لجيلنا، فهي كفيلة بأن تقرر مصيرنا في المنطق لـ 75 سنة القادمة. لهذا السبب، محظور التوقف ولو للحظة قبل الحسم وقبل تحقيق أهداف الحرب، والتي ستضمن لنا الأمن وستعيد إسرائيل إلى الطريق السليم، الذي كانت عليه عشية 7 أكتوبر.

المصدر: إسرائيل اليوم/القدس العربي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قراءة صhيونية بضرورة استمرار حرب غزة لضمان أمن وأمان الشعب الإSرائيلي لأن حرب الاستقلال (تحقيق دويلتهم ) تمت بدون السيطرة على “يهودا والسامرة” وقطاع غزة أيضاً، الذين كان بوسعهم أن يحتلوها في المراحل الأخيرة من الحرب ، وإن حرب غزة الحالية بمثابة “حرب استقلال وانبعاث” ثانية كفيلة بأن تقرر مصيرهم في المنطقة لـ 75 سنة القادمة ، تفاؤل استعلائي بخلفية عنصرية قذرة تنطلق من الحق الإلهي لوجودهم .

زر الذهاب إلى الأعلى