تحولت مناسبة عاشوراء في إيران، الى مناسبة لانتقاد اجراءات النظام بحق الايرانيين، وتسلسل الانتقادات الى أناشيد ومراثٍ أطلقها منشدون تضمنت عبارات مثل ” إنهم يقضون على الشباب يا حاج”، و” كفاك يا طاغية فإن الدماء تغلي”، و”أزهر التوليب من دماء شباب الوطن”.
وأفاد موقع “صوت أميركا” بأن مقاطع مصورة انتشرت في إيران خلال ذكرى إحياء عاشوراء، ظهر فيها منشدون دينيون (الرادوديون)، وهم ينشدون قصائد فيها بعض الانتقادات للسلطات في البلاد.
ومع بداية مراسم عاشوراء التي امتدت لعشرة أيام، انتشرت أنشودة دينية جديدة، من المنشد غلام كويتي بور، وهو منشد مقرب من السلطات والأوساط الدينية لسنوات عديدة، قبل أن يبتعد تدريجياً عن صفوف المؤيدين لنظام الحكم.
ورغم أن كويتي بور (65 عاماً) من الأسماء التي ارتبطت بذاكرة الموسيقي الحربية والحماسية في الحرب الإيرانية – العراقية في الثمانينات، فإنه تعرض لانتقادات شديدة قبل 3 سنوات، بعد إطلاقه أغنية تمتدح الاحتجاجات تحت عنوان “انقلبت الورقة”.
ويوجه كويتي بور في أنشودة تحت عنوان “القائد”، انتقادات حادة لسياسات المسؤولين الإيرانيين. وجاء في جزء منها: “يا حاج، إنهم يفتكون بشباب البلاد… أقسم بالله وتراب هذا الوطن، لم يعد هنا مكان للمسرة”. ويضيف في جزء آخر: “المسؤولون الحمقى، كبير هذه البلاد يقوم بأعمال، لكي يرفع الجميع هنا راية الاستسلام… حان الوقت لكي يمحوك الزمن، حان الوقت لكي يتركك الكرسي”.
وفسرت أغنية كويتي بور على أنها تخاطب المرشد الإيراني علي خامنئي. ولم يكن كويتي بور وحده، إذ شاركه في العمل الجديد منشد مغمور من الجيل الجديد الذي يشكل غالبية الفئات المشاركة في احتجاجات السنوات الأخيرة.
وفي مقاطع فيديو من مدن إيرانية عديدة، احتج بعض المنشدين على سقوط ضحايا من المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد بعد مقتل الفتاة الشابة، مهسا أميني، في أحد أقسام شرطة الأخلاق بطهران.
واحتج منشدون أيضا على قمع السلطات لمن يعارضون ارتداء الحجاب الإجباري، وذلك بالإضافة إلى إبداء غضبهم من ارتفاع الأسعار وزيادة نسبة الفقر بين السكان.
وكانت لافتة، بحسب المقاطع المصورة، مشاركة الحاضرين بتلك التجمعات في ترديد بعض العبارات الاحتجاجية التي غناها المنشدون.
وردد بعض المشاركين في مراسم العزاء شعارات الاحتجاجات، بأسلوب المنشدين ممن تتصدر أصواتهم المراسم الدينية التي تحشد لها الأوساط المحافظة في البلاد، وتشكل جزءاً كبيراً من القاعدة الشعبية للحكام.
وفي مدينة يزد، ثالث معقل للمحافظين في البلاد بعد مدينتي قم ومشهد، انتشر فیديو مثير للجدل على نطاق واسع، من مجموعة من الشباب خلال تظاهرة دينية خاصة بمراسم عاشوراء يرددون نشيداً يبدأ بعبارة “كفاك يا طاغية فإن الدماء (…) تغلي”، قبل أن تنتهي بنشيد “أزهر التوليب من دماء شباب الوطن” الذي يعد من أشهر آثار أستاذ الموسيقى التقليدية الإيرانية، محمد رضا شجريان.
وتكررت الأناشيد الاحتجاجية في عدد من المدن الإيرانية المحافظة. ففي مدينة كاشان، محافظة أصفهان، ردد منشدون مراثي دينية بمفردات تنتقد الأوضاع الحالية في البلاد.
وفي مدينة دزفول، جنوب غربي البلاد، وقف أحد المنشدين وسط حشود من المشاركين مردداً أشعاراً تنتقد المشكلات الاقتصادية، وانشغال السلطات بمواجهة النساء بسبب الحجاب.
وفي مدن أخرى، أظهرت فيديوهات تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي، غضب المنشدين في مراسم عاشوراء من إهمال المسؤولين لمطالب ومشكلات الناس وتفشي الفساد في أجهزة الدولة، وانتشار الفقر والبطالة.
وأثارت الرديّات غضب السلطة. وأعرب رئيس جمعية معلمي الحوزة الدينية في قم، هاشم حسيني بوشهري، عن غضبه واستيائه من أولئك المنشدين، مشيرا إلى أن بعض أغانيهم بدت وكأنها “احتفاء بالعدو”.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن بوشهري، الذي كان الرئيس السابق للمعاهد الدينية في البلاد، قد وجه انتقادات لاذعة للمنشدين، قائلا إن “تأبينهم للإمام الحسين كان يبدو وكأنه يجلب الفرح للعدو”.
وزعم بوشهري أن بعض المغنيين الدينيين قد “تورطوا” في دعم “الصورة السلبية” التي تقدمها وسائل الإعلام الأجنبية عن البلاد.
المصدر: المدن