عقب الانسحاب من اتفاق الحبوب فرضت روسيا حصاراً بحرياً خانقاً على الموانئ الأوكرانية. ولا يمر يوم واحد منذ 18 يوليو/ تموز دون أن يقصف سلاح الجو الروسي البنية التحتية للموانئ الواقعة في مقاطعتي أوديسا وميكولايف مع بسط البحرية الروسية السيطرة على الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود. كانت أوكرانيا تصدر معظم بضائعها، وخاصة المنتجات الزراعية، عن طريق البحر الأسود، ولذلك فإن استحالة تصدير المواد الغذائية الأوكرانية قد تؤدي إلى حدوث مجاعة في جميع أرجاء العالم. ومن البديهي أن التكتيكات الروسية تهدف إلى تدمير اقتصاد أوكرانيا وبنيتها التحتية، الأمر الذي يجعل الإمداد بالدفاعات الجوية الحديثة أمراً بالغ الأهمية. إن حماية كل مدينة أوكرانية كبرى هي الطريقة الوحيدة لوقف الهجمات الصاروخية الدورية التي يشنها الكرملين.
قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن الطائرات المقاتلة الحديثة من طراز “إف-16” يمكن أن تكون أداة عالمية لإنهاء الحصار البحري لأوكرانيا وعنصراً مهماً في نجاح الهجوم المضاد الأوكراني لأن الجيش الروسي بنى خطوط دفاع قوية يصعب اختراقها دون استخدام الطيران. ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أشاد بمبادرة الحلفاء الأوروبيين لتدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام طائرات مقاتلة من طراز “إف-16”. وحالياً يتم تجهيز البنية التحتية اللازمة لاستقبال هذا النوع من الطائرات وتشغيلها وتأمين خدمات صيانتها. إن تكثيف الضربات الصاروخية الروسية دليل على أن شركاء أوكرانيا الغربيين يجب أن يفعلوا كل ما هو ضروري حتى تتمكن القوات المسلحة الأوكرانية من الدفاع الفعال عن بلادها. وسيكون إنشاء أسطول طائرات للجيش الأوكراني وحماية سماء أوكرانيا مساهمة قوية في تعجيل انتصار أوكرانيا.
لقد أصبحت روسيا تهديداً مشتركاً للعالم المتحضر بأسره إذ يريد بوتين تدمير النظام العالمي الحالي ووضع شروطه على أوروبا. ولذا، لا تدافع أوكرانيا عن نفسها فحسب بل تدافع عن حرية أوروبا تلك التي ينتهكها بوتين. وفي هذا السياق، لا بد من أن يكون دعم القوات المسلحة الأوكرانية أولوية بالنسبة للغرب.
المصدر: romaniainform.ro