وقّع 100 من الناشطين السوريين، اليوم الأحد، عريضة، طالبت بالكشف عن مصير النساء اللواتي كنّ مختطفات لدى أحد فصائل “الجيش الوطني السوري” المعارض في منطقة عفرين بريف حلب، وتشكيل لجنة تحقيق وتقصٍّ للحقائق، خاصة بالجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحق النساء في مختلف مناطق سورية.
وكانت تسجيلات مصورة تداولها ناشطون قبل أيام، قد أظهرت سبع سيدات كنّ محتجزات في أحد مقارّ فصيل “الحمزات” التابع لـ”الجيش الوطني” في مدينة عفرين، عقب اقتحامه من قبل الشرطة العسكرية المعارضة، على خلفية اعتداء عناصره على مدنيين نازحين من غوطة دمشق الشرقية.
وأوضح الناشطون، في العريضة التي حصل مراسل “العربي الجديد” على نسخة منها، أن هناك من استغل الحادثة لإثارة نعرات عرقية، وطالبوا بكشف مصير النساء اللواتي ظهرن في التسجيل، وبقية النساء المختطفات، وإعادة تفعيل منظومة قضاء مدني نزيه ومستقل، وإحالة المتورطين عليه، لمحاسبتهم.
وشدّدت الوثيقة على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق وتقصٍّ للحقائق خاصة بالجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحق النساء في مختلف مناطق سيطرة القوى المحلية، وتوثيقها من أجل محاسبة كل المنتهكين والمتورطين، وعدم استخدام النساء وأجسادهن كأدوات للضغط في البازارات العسكرية والسياسية.
وطالبت أيضاً بالتوقف عن استخدام خطاب الكراهية تجاه المهجرات والمهجرين قسراً، الذين لم يكن لهم الخيار بترك ديارهم والقدوم إلى عفرين.
وتتهم منظمات حقوقية فصائل “الجيش الوطني” التي تسيطر على عفرين بارتكاب انتهاكات ضد السكان، من أبرزها الاعتقالات التعسفية، والاستيلاء على الممتلكات.
وقبل يومين، شهدت المدينة مواجهات بين الشرطة العسكرية وفصائل عدة من جهة وفصيل “الحمزات” من جهة أخرى، بسبب محاولة أحد عناصر الأخير أخذ مواد غذائية من أحد المحالّ التجارية العائدة لأحد مهجري غوطة دمشق من دون دفع ثمنها، أدت إلى سقوط نحو 10 قتلى وجرحى.
وفي وقت سابق اليوم، توصّل ممثلون عن أهالي القتلى وفرقة الحمزات إلى اتفاق، نصّ على إنشاء محكمة وتسليم القتلة لها، وتعويض المتضررين.
وتبلغ مساحة المناطق التي يسيطر عليها “الجيش الوطني” في سورية 8835 كيلومتراً مربعاً، وتضمّ أكثر من 1000 بلدة ومدينة، يقطنها نحو 1.2 مليون شخص، وأهمها مدن عفرين، تل أبيض، رأس العين، الباب، أعزاز، دابق، جرابلس، جنديرس، راجو وشيخ الحديد. وقد تمت السيطرة عليها خلال السنوات الماضية تباعاً، بعد طرد تنظيم “داعش” و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) منها.
المصدر: العربي الجديد