قال زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني إنه لن يكون هناك حل سياسي في سوريا لا على المدى القريب أو البعيد، مضيفاً أنه يملك القدرة على قلب الطاولة.
وقال الجولاني في كلمة خلال “معايدة الوجهاء والكوادر العاملة في المناطق المحررة”، إن هناك محاولة من قبل بعض الدول لتعويم النظام السوري، مضيفاً أن الدول الخليجية تخلت عن دعم الثورة السورية بعد التدخل الروسي في 2015، وكذلك تغيرت استراتيجية تركيا، من دعم الثورة حتى إسقاط النظام، إلى تلافي الأخطار الناجمة عن خسارتها بعد التدخل.
واعتبر أن تلك الدول اعتقدت أن التدخل الروسي سينهي الثورة خلال أشهر، لكنها لا تزال مستمرة بعد 7 سنوات من ذلك التاريخ، معتبراً أن حالة الدمج بين الحالتين العسكرية والمدنية، تعطي الثورة أوراقاً قوية أمام مواجهة “العدو”.
وأكد الجولاني أن الحل السياسي “متعذر في المنظور القريب والبعيد”، معيداً السبب إلى “تعارض مصالح الدول الداعمة للأطراف في سوريا وهي النظام وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل المعارضة، حيث لا تتحقق مصالح أي منها إلا على حساب مصلحة الدول الأخرى، وبالتالي “الحالة التوافقية متعذرة إلى حد كبير”.
ولذلك، فإن الاعتماد على “الخيار العسكري” هو الوحيد، وهو “خيار الثورة حتى نحقق النصر الكبير في دمشق” بحسب تعبيره.
وقال إن الثورة السورية تمر بمرحلة “ذهبية” لأن القيادة المدنية والعسكرية “تجتمع على قلب واحد”، إذ أنه بالوقت الذي يتم فيه مواجهة النظام “نعمل على البناء، وهذه الازدواجية لا تحصل في أي مكان آخر”.
واعتبر أن الثورة “تمتلك أوراقاً قوية الآن، لكن تقابلها تحديات كبيرة مغايرة عما كان في السابق، أوصلتها إلى مرحلة حرجة”، لافتاً إلى أن “النظام أصبح قوياً عسكرياً بفضل الدعم الروسي والإيراني، وكذلك في النظير، أمست القوى المجاهدة على درجة كبيرة من الإعداد والخبرة العسكرية”، قائلاً إن “مستوى المعركة في الثورة تحول”.
وتابع: “الثورة قوية، والمجتمع المدني منسجم مع الحالة العسكرية، وله رأي، ولدينا أكثر مجموعة أزرار، من قلب الطاولة إلى الانفجار الكبير، للتسخين”. وأضاف” بأيدينا القدرة على ضغط أي زر منها لتغيير الأحداث لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الثورة السورية” وأكد “لسنا ضعافاً”.
كما اعتبر أن المعارضة السورية في تركيا، في إشارة إلى الائتلاف المعارض، “جاهلة وأمية” في الملف السوري.
ورداً على سؤال حول الإعداد لمعركة قادمة ضد النظام حتى يعود النازحون إلى قراهم الخاضعة لسيطرته، قال الجولاني إن “الواجب الحالي لتحرير الشام هو الاستعداد لها، والذي وصل إلى مرحلة جيدة”، مضيفاً “نحتاج إلى فرصة، باتت معالمها واضحة، ولم يعد لدينا خيار سوى التقدم العسكري”.
المصدر: المدن