كُتب على الشعب السوري ان يعيش الكوارث المستمرة، طبيعيةً كانت ام بشرية، فالزلزال الذي ضرب اجزاءً من سورية مؤخراً، وأودى بحياة أعزاء من أهلنا ،ودمر اجزاء كبيرة من البنى التحتية،هو كارثة حقيقية أصابت جزءاً من وطننا وشعبنا، وعلى ضخامتها تعتبر صغيرة بالنسبة للكارثة التي يعيشها الشعب السوري منذ خمسة عقود بظل نظام قمعي استبدادي اذاق الشعب الويلات.
الزلزال الأخير تسبب بقتل خمسة الاف موطن ،وتدمير مئات المباني في حين ان خسائر سورية في زلزال الاسد المستمر منذ عام 1970 والى الأن اكبر بكثير. ففي عام 1982 ضرب زلزال الأسد مدينة حماه ودمرها تدميراً شبه كامل واودى بحياة اربعين الفاً من مواطنيها،وقبلها زلزال سجن تدمر الذي قُتل فيه اكثر من الف معتقل ،ناهيك عن مجازره في حلب، وادلب، وجسرالشغور، وفي عام 2011 ضرب زلزال لأسد معظم المحافظات السورية فدمر احياءً كاملة منها، وقتل قرابة المليون وشرد نصف الشعب السوري، ومن ينظر الى دمار زلزال الأسد في المحافظات السورية ويقارنها بمخلفات الزلزال الرباني يجد ان الفارق كبير بين الزلزالين،فأثار التدمير في زلزال الأسد اكبر بكثير من أثار الزلزال الذي تعرض له الشمال السوري في السادس من شباط الماضي.
ورغم الحزن الذي اصاب السوريين نتيجة الزلزال الا ان فرحة الأسد كانت كبيرة بوقوعه، خاصة وانه ضرب مناطق معظمها يقع خارج سلطته، ويسمي المواطنين فيها بالارهابيين ويتمنى الخلاص منهم ،حتى انه لم يذكر هذه الأجزاء المتضررة في خطاب الزلزال وكأنها تقع خارج التراب السوري،لذا كانت فرحته عظيمة ولم يستطع اخفاءها وبدت واضحةً على وجهه ويوزع القبلات على شبيحته أثناء زيارته لمدينة حلب .
زلزال الأسد اصاب كامل التراب السوري ومازال مستمراً، واستمراره سيؤدي الى زوال سورية من الخارطة السياسية الدولية، وعلى السوريين إن ارادوا النجاة لبلدهم ان يوحدوا كلمتهم ويرصوا صفوفهم للخلاص من الزلزال الأسدي.
الرحمة لضحايا الزلزال والشفاء العاجل للجرحى والمصابين،وكان الله بعون سورية وشعبها على البلاء الأسدي.
المصدر: كل العرب