رحبت المعارضة السورية بالتحقيق الصادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، اليوم الجمعة، والذي خلص إلى أن طائرة “هليكوبتر” عسكرية واحدة على الأقل تابعة للنظام السوري أسقطت أسطوانات غاز الكلور على مبانٍ سكنية في مدينة دوما السورية، التي كانت خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في 2018، وأودت يومها بحياة ما لا يقلّ عن 70 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، بحسب تقارير إعلامية وحقوقية.
وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان، إنّ إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مسؤولية نظام الأسد عن الهجوم الكيميائي على مدينة دوما عام 2018، “يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية إزالة خطر هذا النظام عن الشعب السوري الذي تعرض لشتى أنواع القتل والانتهاكات على يد نظام الأسد وحلفائه”.
وطالب الائتلاف بمحاسبة نظام الأسد وتطبيق قرار مجلس الأمن 2118 (2013)، وفرض تدابير ضد النظام بموجب البند السابع بحسب المادة 21 من القرار المذكور، وخصوصاً بعد عدة تحقيقات من منظمات دولية حيادية أثبتت مسؤولية نظام الأسد عن شن هجمات بالسلاح الكيميائي ضد الشعب السوري.
وشدد على أنّ استمرار وجود نظام الأسد “المجرم” يعني غياب العدالة الدولية، كما أنّ إعطاءه المزيد من الوقت يعني استمرار المأساة السورية، إذ لا يزال الشعب السوري يقدم التضحيات في سبيل الوصول إلى حل يلبي تطلعاته في بناء سورية حرة ديمقراطية بدون نظام الأسد وأجهزته القمعية، بحسب البيان.
من جانبها، رحّبت الحكومة السورية المؤقتة بالتقريرالصادر عن منظمة الأسلحة الكيميائية بتحميل نظام الأسد المسؤولية عن هجوم دوما الكيميائي. ودعت في بيان صدر عنها، المجتمع الدولي لتفعيل نتائج التقرير واقعياً عبر إنشاء محكمة جنائية خاصة لملاحقة مسؤولي النظام وشركائهم.
ترحيب دولي
في سياق متصل، رحّبت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية روزي دياز، اليوم الجمعة، بتقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وقالت إنه صدر “بالرغم من مساعي روسيا والنظام لعرقلته”.
وأضافت دياز، في مقطع مصور نشرته على “تويتر”، أنّ “الأسد هاجم شعبه بالأسلحة الكيميائية وهذا أمر صعب”، مضيفة أنّ بلادها “ملتزمة بالسعي لتحقيق العدالة لضحايا هجوم دوما الكيميائي، ومحاسبة كل من استخدم الأسلحة الكيميائية في سورية”.
من جانبه، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي مايكل ماكول، في تغريدة على “تويتر”، أنّ تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي صدر اليوم الجمعة “يؤكد ما عرفناه جميعاً منذ سنوات”، وأضاف: “الأسد مجرم حرب استخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السوريين. يجب على المجتمع الدولي أن يعامله مثل المنبوذ (…) وأن يسعى إلى المساءلة، لا للتطبيع”.
وفي تصريح لـ “العربي الجديد”، قال نضال شيخاني، وهو مدير مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سورية، إنّ تقرير دوما “أكد على تورط النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية، واستماتة روسيا للدفاع عنه في الأروقة الدولية”، مُشيراً إلى “تورط روسيا وحلفائها بالعمل على طمس الأدلة، وفبركة الشهادات”.
ولفت إلى أنّ هذا التقرير “واحد من أهم التقارير التي عمل عليها فريق التحقيق وتحديد الهوية، بدلالة الأدلة الهائلة التي تمكن فريق التحقيق من جمعها، بما فيها الصور والفيديوهات، وشهادات الشهود، والعينات الفيزيائية، بما في ذلك صور من الأقمار الاصطناعية التي أثبت تورط مروحيات سلاح الجو السوري”.
وأضاف شيخاني: “لقد استطعنا تجريم النظام السوري للمرة الثالثة، وعلى الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية النظر في هذه النتائج وتقييمها، والسعي نحو إخلاء سورية من أسلحة الدمار الشامل ومحاسبة المتورطين”.
وأوضح مدير مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سورية، أنّ “توقيت خروج التقرير يتزامن مع إعلان بعض الدول عن حالة التطبيع مع النظام السوري، وقد أتى التقرير ليؤكد أنّ نظام الأسد هو مجرم حرب تجب معاقبته”.
بدورها، أكدت منظمة “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء)، في بيانٍ لها، اليوم الجمعة، عقب التقرير الصادرعن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أنّ فرقها استجابت حينها للهجوم، وأسعفت المصابين، ووثقت فرقه المختصة الأدلة وجمعت العينات وفق أعلى درجات المهنية، وقدمتها لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مؤكدةً “مواصلة فرقها العمل لتقديم جميع الأدلة حول الهجمات الكيميائية التي تعرض لها المدنيون في سورية، والسعي إلى تحقيق العدالة لجميع الضحايا”.
المصدر: العربي الجديد