استكمالاً للجهود الدبلوماسية التي شهدها العام الفائت، والمباحثات التي عقدتها هيئة التفاوض السورية مع المبعوثين الدوليين، من أجل تحريك الملف السوري وتنشيط المباحثات المجمدة مع الفاعلين الدوليين، شهدت مدينة جنيف السويسرية، خلال الأيام الماضية، حراكاً سياسياً مكثفاً، وسلسلة من الاجتماعات مع المبعوثين الدوليين والمبعوث الأممي إلى سوريا.
وقال مصدر خاص من هيئة التفاوض في جنيف لـ “القدس العربي” إن رئيس هيئة التفاوض الدكتور بدر جاموس والرئيس المشترك للجنة الدستورية هادي البحرة اجتمعا مع المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، ضمن سلسلة من الاجتماعات التي نظمتها الولايات المتحدة مع المبعوثين الدوليين، لمناقشة تطورات الملف السوري.
وحول زبدة هذه الاجتماعات والنتائج المأمولة منها، أكد المصدر أنه “لا أمل في إحياء العملية السياسية أو تحريك المياه الراكدة في الأزمة السياسية السورية”.
وقال المصدر “ليس هناك من يرغب فعليا بإنقاذ العملية السياسية، كما أن جعبة غير بيدرسون فارغة من الحلول المبتكرة” مشيراً إلى أن “كل الدول ليس لديها ما تقدمه، ولم تطرح ملفات جديدة على الطاولة” واعتبر المتحدث “هناك الكثير من العقبات أمام مسار الحل السياسي دون حلول”.
والتقى رئيس هيئة التفاوض الدكتور بدر جاموس والرئيس المشترك للجنة الدستورية هادي البحرة مع السيد (غير بيدرسون) المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، الاثنين الفائت في مكتب هيئة التفاوض في جنيف، كما التقى الثلاثاء رئيس وفد الهيئة مع ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا.
وبحث رئيس الهيئة مع المبعوث الدولي الآليات المطلوبة من الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي يلبي طموح وتطلعات الشعب السوري، وطالب جاموس بيدرسون بالمزيد من الضغط على النظام لإجباره على تطبيق القرارات الدولية.
وأبلغ جاموس المبعوث الدولي بأن الشعب السوري بدأ يفقد الصبر والأمل في الحل، وبقي الخيار الوحيد هو خلق موجة لجوء جديدة، وإن المسؤول عما وصلت إليه البلاد هو النظام وأي حل لا يحقق الانتقال السياسي وبناء دولة جديدة تلبي آمال الشعب السوري وتحقق تطلعاته، لن يكون قابلاً للتطبيق. وجرى الحديث مع بيدرسون عن الظروف الإنسانية السيئة التي يعيشها اللاجئون السوريون في لبنان بشكل خاص، وفي بعض الدول الأخرى بشكل عام، وضرورة تحرك الأمم المتحدة.
وفي نهاية اللقاء أكد بيدرسون أنه جاد بالعمل بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة لتحقيق الحل السياسي وتطبيق القرار 2254 واستمراره في التواصل مع كل الدول القادرة على دفع العملية السياسية بشكل حقيقي.
وعن لقاء وفد هيئة التفاوض أمس في مكتب الهيئة في جنيف مع ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، فقد ناقش المجتمعون تطورات الوضع السوري، وتعطيل النظام السوري للعملية السياسية ورغبته بإطالة الأزمة السورية.
وأكد بدر جاموس أن تأخر الحل السياسي سيؤدي إلى نتائج كارثية على حياة السوريين، ما يؤكد ضرورة وجود دور أكثر فعالية للمجتمع الدولي للضغط على النظام وإيجاد آلية فعّالة لتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة.
وحذّر وفد الهيئة من ترك الشعب السوري رهينة بيد النظام، مشددًا على أن الشعب السوري في عموم سوريا وفي بلدان اللجوء يعاني من انهيار الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وينبغي العمل بكل جهد لإنقاذ الشعب وتقديم شتى أنواع الدعم له، ولا سيما في مجالي التعليم والاحتياجات الأساسية. كما أكد وفد الهيئة على أن عودة السوريين إلى سوريا منوطة بالوصول إلى حل سياسي حقيقي يضمن مستقبل كل السوريين ويحقق مطالبهم بالحرية والعدالة، وذلك عبر التطبيق الكامل والفوري للقرار 2254.
المصدر: «القدس العربي»