كشفت مصادر “المدن” عن جانب من المحادثات خلال الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو مع وفد المعارضة الذي يضم رئيس الائتلاف سالم المسلط، ورئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس، ورئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، الثلاثاء في العاصمة التركية أنقرة.
وأوضحت أن وفد المعارضة عقد أكثر من اجتماع الإثنين والثلاثاء، حيث التقى الوفد بمسؤولين عن جهاز الاستخبارات التركية، وفريق من دائرة الرئاسة التركية الإثنين، والثلاثاء اجتمع بوزير الخارجية التركي.
وبعد الاجتماع، قال رئيس الائتلاف سالم المسلط: “اجتمعت اليوم مع وزير الخارجية التركي في العاصمة التركية، لاختتام سلسلة اللقاءات التي استمرت يومين مع الجانب التركي لبحث المستجدات، والخطوات التركية الأخيرة المتعلقة بسوريا”.
وأضاف حسب موقع الائتلاف، أنه أكد خلال اللقاء على تمسك قوى الثورة والمعارضة بمبادئ الثورة السورية وضرورة أن تكون الجهود كافة منصبة لتحقيق الانتقال السياسي وفق القرارات الدولية.
وتابع المسلط: “حذرنا من خداع النظام المتواصل الذي يمارسه للمماطلة واستمرار إجرامه بحق السوريين، وأوضحنا خلال اللقاء أن الجهود التي بذلتها تركيا لمساعدة السوريين هي جهود مشكورة، وأن نظام الأسد نظام مجرم ما يزال يمارس القتل والإرهاب وتصنيع والمخدرات، وأن المظاهرات الشعبية المستمرة ضده تؤكد عدم قبول الشعب السوري به بأي حال”.
ووفق مصادر “المدن” فقد طُلب من وفد المعارضة خلال الاجتماعات تفهم متطلبات السياسة الخارجية التركية، ومن أهمها إيجاد حل للملف السوري، حيث اكتفى المجتمع الدولي بالتصريحات دون البحث عن أي حل.
وأكدت المصادر، أن المسؤولين الأتراك، شددوا على أن تقارب تركيا من النظام يهدف لإيجاد حل سياسي يضمن حقوق السوريين ووحدة أراضيهم، وفي مقدمتهم المعارضة ولا يهدف إلى تعويم الأخير.
وبعد الاجتماع قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في على حسابه في “تويتر”: “التقينا برئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط ورئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس ورئيس الحكومة السورية المؤقتة عبدالرحمن مصطفى، وناقشنا آخر التطورات في السياق السوري، وجددنا دعمنا للمعارضة والشعب السوريين وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وقبيل الاجتماع، قال إن بلاده لن تطبع العلاقات مع النظام السوري رغماً عن المعارضة السورية، مؤكداً على تفهم موقف الولايات المتحدة المعارض للتطبيع مع الأسد.
ويضع تصريح تشاووش أوغلو الأخير المعارضة بموقف حرج للغاية، إذ فُهم منه أن المعارضة موافقة على خطوات التقارب مع النظام السوري.
ولم يكن صمت الائتلاف إزاء ذلك مفاجئاً، فمضي أنقرة في التطبيع مع النظام السوري يعني حكماً التضييق أكثر على المعارضة، وتقليل هامش المناورة أمامها، ويبدو أن تركيا لا تعير كثيراً من الاهتمام لمخاوف المعارضة.
وتبرر المعارضة صمتها بأنها غير معنية بعلاقات تركيا الخارجية، وتشدد على رفضها الدخول في “مصالحة” مع النظام السوري.
وفي الاتجاه ذاته، أبلغ مصدر “المدن” أن الهيئة السياسية في الائتلاف ستعقد اجتماعاً الأربعاء في إسطنبول، لاستعراض نتائج اجتماعات أنقرة.
ويلف الغموض مصير العلاقة بين المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري والحكومة التركية، وسط اعتقاد واسع بأنها ستكون الخاسر الأبرز من مضي أنقرة في المحادثات مع النظام السوري.
المصدر: المدن