عشت في العراق ثلاثة عقود كنت بين أهلي وإخواني، شعب طيب ومضياف، لم أشعر في يوم من الأيام ان هناك تمييز بالتعامل بين العراقيين على اساس مذهبي وطائفي ،شعب يحترم مؤسسات الدولة وممتلكاتها، هكذا هو الحال حتى غزت امريكا ودول الشر العراق ،فتفاجأت بفئة من العراقيين تنقض على مؤسسات الدولة، تسرق مصارفها ومخازنها ومؤسساتها ومستشفياتها تمارس القتل مستهدفة موظفي الدولة والعاملين في مؤسساتها، وكان تصرفاً غريباً علي وعلى بعض العراقيين ،وبقي هذا الأمر لغزاً يحيرني الى ان اطلعت مؤخراً على كتاب ( دليل المجاهد) للمرجع الشيعي كاظم الحائري الذي يتضمن فتاوى لأتباعه لايمكن تسميتها الا بفتاوى الخراب والقتل وتدمير الدولة، فهو يفتي بالاستيلاء على اموال بنوك الدولة لأغراض الجهاد كما يدعي ،وسرقة ادوية الدولة من المستشفيات ،واختطاف الأطباء منها، وحتى الطابعات من المدارس والبطانيات من الأقسام الداخلية للسكن الجامعي ،وحرق بيوت المتعاونين مع الدولة وتحت هذا العنوان العريض يجيز حرق بيت اي موظف من موظفي الدولة، ويجيز قتل سائق السيارة الحكومية وحراس المنشآت المدنية ،و الشرطة ومعاوني السلطة ،ويفتي بوضع السم في الاكل والماء لقتل الجندي العراقي ،كما يبيح قتل الجندي ولوكان مجازاً ،وقتل الأسير في حال عدم توفير المأوى والمأكل له ،ويجيز قتل البعثي ولو كان في بيته وبين أفراد عائلته حتى ولو تسبب ذلك في مقتل العائلة كلها.
هذه الفتاوى فككت اللغز الذي حيرني لسنوات، وأيقنت ان هؤلاء العراقيين الذين ساهموا مع قوات الاحتلال بتدمير العراق كانوا يتصرفون بفتاوى من مراجعهم الدينية ،وأيقنت أن خطر هؤلاء لايقل خطراً عن الاحتلال الذي مهد لهم الطريق ليكونوا على راس السلطة ليكملوا مسيرة التخريب المتواصلة منذ عشرين عاماً ومازالت ،ولن تنتهي الا بتدمير العراق .
فأين انتم يا أخيار العراق؟ ،أما آن الأوان لتتوحدوا على اختلاف مشاربكم السياسية والمذهبية والعرقية لتعيدوا العراق لشعبه بعد أن اختطفته هذه الفئة الضالة؟.
المصدر: كل العرب